العالم, الجمعة 19 سبتمبر، 2025
ليست شفاعة القدّيسين مجرّد تَقوى شخصيّة أو ممارسة تعبّديّة بسيطة نلجأ إليها أوقاتَ الأزمات والمِحَن، فالأحرى أن نجعلها جزءًا من طقوس حياتنا اليوميّة لتُفعِمها بروحانيّة عميقة، متيقّنين من أنّها عطيّةٌ ثمينة تمنحنا إيّاها الكنيسة لتُذكّرنا بأنّنا لسنا وحدنا في مسيرتنا نحو الله، بل نحن جزء من عائلة روحيّة كبيرة تُرافقنا وتَعضُدنا.
المتوجِّهون إلى القدّيسين لا ينالون عونهم فحسب، بل يتّحدون بتسبيحهم الله وشكرهم له، إذ تُعزّز صلوات القدّيسين إيماننا ورجاءنا ببلوغ الحياة الأبديّة مقتدين بمثالهم، فهم شهودٌ أحياء على إمكان عيش القداسة وبلوغ مجد الله، واثقين بوعود المسيح، كما يشرح الأب نويران ناصر الدومنيكيّ في حديثه عبر «آسي مينا».

ويوضح أنّ صلوات القدّيسين تربطنا بالتقليد الحيّ للكنيسة، وعندما نطلب شفاعتهم نتّحد بهذا التقليد بصفتنا أعضاء في عائلة روحيّة تتجاوز حدود الزمان والمكان، ما يساعدنا أيضًا على تجاوز النزعة الفرديّة، فشفاعتهم تُذكِّرنا بأنّنا أعضاء في جماعة مؤمنين يتبادلون الدعم والصلاة من أجل بعضهم بعضًا.
