ميفوق, الأحد 14 سبتمبر، 2025
أكّد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أنّ «في زمنٍ تتفتّت المنطقة وتنهار الدول، وأمام رياح العنف والاقتتال، يبقى لبنان علامة فارقة ورسالة رجاء. لبنان ليس ساحة، بل وطن رسالة؛ دوره أن يكون واحة حرّية وتعدّدية وكرامة إنسانيّة. لكنّ هذا الدور يتطلّب الوحدة الوطنيّة والتزام العيش المشترك الحقيقي، لا بالشعارات بل بالفعل والإرادة».
جاء ذلك في خلال ترؤّسه القدّاس الإلهي لراحة أنفس شهداء «المقاومة اللبنانية» والذي تنظّمه رابطة سيّدة إيليج في كنيسة سيّدة إيليج سلطانة الشهداء-ميفوق، القطّارة.
وأضاف الراعي: «إنَّ الذبيحة الإلهيّة التي نرفعها اليوم، في عيد ارتفاع الصليب المقدس، هي أسمى تعبير عن الشهادة؛ فالصليب الذي بدا هزيمة صار في الحقيقة انتصارًا. وشهداء المقاومة اللبنانيّة الذين سقطوا دفاعًا عن الأرض والكرامة لم يموتوا عبثًا، بل صاروا بذار قيامة، وصرخة مدوّية أنَّ لبنان لا يعيش إلّا بالحرّية والسيادة. من هذا المكان التاريخي المقدّس، يرتفع صوت الصلاة مع أنين الأرض والدماء، ليقول للعالم: لبنان وُجد ليبقى، وصمود أبنائه هو شهادة أنَّ الله يحرسه عبر الأجيال».
وتابع: «نقف اليوم في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب اللبنانيّة التي دمّرت الحجر والبشر، وخلّفت جراحًا لم تلتئم بعد. هذه الذكرى ليست مناسبة لفتح الأحقاد، بل محطّة لاستخلاص العِبر. خمسون عامًا كشفت لنا حقيقة واحدة: أنَّ لبنان، رغم النزاعات والاحتلالات والمؤامرات، ظلّ صامدًا لأنَّ الله حماه بيده». وزاد: «خمسون عامًا وما زلنا نتساءل: ماذا علّمتنا الحرب؟ ماذا جنينا من آلامها ودمائها ودمارها؟ لقد تبيّن أنَّ لبنان، رغم المخاطر كلّها، بقي صامدًا بعناية إلهيّة».

