في عيد ارتفاع الصليب… نورٌ يعلو جبال لبنان

بيروت, الأحد 14 سبتمبر، 2025

تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار عيد ارتفاع الصليب المقدّس في 14 سبتمبر/أيلول من كلّ عام؛ وهي مناسبة نسلّط الضوء فيها على صليب يُعدّ من الأكبر في العالم ويقع في قناة باكيش بقرية بسكنتا اللبنانيّة.

يحملنا عيد ارتفاع الصليب المقدس إلى المكان الذي اكتُشف فيه صليب الربّ يسوع على يد القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول. ويُحتفل بهذا العيد المجيد كل عام في المدن والقرى المسيحيّة، فيحمل الناس المشاعل ويزورون قمم الجبال، ويشعلون النيران، ويجتمعون للصلاة والمشاركة في القداديس.

في هذه المناسبة، نسلّط الضوء على «صليب كلّ الشعوب». يبلغ طول هذا الصليب 74 مترًا، ويتربّع على أعلى قمة في قناة باكيش الواقعة قرب قرية بسكنتا اللبنانية، وهي منطقة جبلية مرتفعة على جبل صنين تشتهر بطبيعتها الساحرة ومناخها المعتدل، وتعدّ وجهة سياحيّة بارزة في فصلي الشتاء والصيف. وقد بُنِي الصليب قرب الكنيسة التي تأسَّست عام 1898 على أرض تابعة للرهبانية اللبنانية المارونية. وأسهَمَت في تمويل هذا المشروع جمعية «أرض الربّ» (تير دو ديو) الفرنسية.

استغرق العمل على بناء هذا الصليب أكثر من ثلاث سنوات، وحُفِرت له قاعدة في الأرض تحوي 600 متر مكعب من الاسمنت، وخمسة أطنان من الحديد أحضِرت من فرنسا. وصنِع هذا الصليب من الفولاذ، ويُطلّ موقعه على مناظر طبيعيّة خلابة ويوفّر مشاهد رائعة لغروب الشمس. بالإمكان مشاهدة الصليب المرتفع من مناطق بعيدة، وهو يتمتّع بإنارة مميّزة وفريدة أحضِرت من خارج لبنان وجهِّزت ضد الصواعق. يرمز هذا الصليب إلى ارتفاع جبل الجلجثة حيث صلِب الربّ يسوع، وقد تحوَّل إلى مزار وطريق حج للمؤمنين.

أيّها الربّ يسوع، في تذكار ارتفاع صليبك المقدّس، علِّمنا كيف نشهد كلّ يوم أنّكَ تَهبنا الحياة من أعلى صليبك.