النار والنور والرمّان... رموز عيد ارتفاع الصليب في الأراضي المقدّسة

فاكهة الرمّان علامة الصليب المقدّس في الأراضي المقدّسة فاكهة الرمّان علامة الصليب المقدّس في الأراضي المقدّسة | مصدر الصورة: roman-odintsov/Pexels

يكتسي عيد ارتفاع الصليب في الأراضي المقدسة أهمّية خاصّة، ويعدّ أحد أعظم الأعياد الدينية المسيحية السنوية. فعبره تُنقل رسالة عميقة إلى قلوب المسيحيين والعالم على حد سواء. 

يُحتَفَل بهذا العيد في 14 سبتمبر/أيلول من كل عام. وبهذه المناسبة، تحدثت «آسي مينا» إلى الأب أمجد صبارة الفرنسيسكاني كاهن رعية اللاتين في مدينة القُدس.

عن كيفيّة احتفال مسيحيّي الأراضي المقدسة بعيد ارتفاع الصليب قال صبارة: «يشارك الفرنسيسكان، حراس الأراضي المقدسة، في احتفال مهيب بكنيسة القيامة. فإلى جبل الجلجلة تُحمَل ذخيرة عود الصليب حيث يُحتَفَل بالقداس الإلهي. وبعد القداس، تُشعَل نار ترمز إلى النور الروحي الخارج من خشبة الصليب والذي يجمع المؤمنين ويضيء لهم الطريق. ويتاح للمؤمنين المحليين والحجاج فرصة التبرّك من ذخيرة عود الصليب المقدس وتقبيلها».

وفسّر صبارة: «يرمز الصليب لنا كمسيحيين إلى المحبة التي أظهرها يسوع المسيح من أجل خلاصنا. لذلك، نستقبل هذا الاحتفال بحماسةٍ كي نصير نحن أيضًا مصدرًا للمحبة والتحرير للآخرين». وتابع: «كما فعل السيد المسيح على الصليب، نعيش سرّ الفداء ونمجد الله في حياتنا من خلال إيقاد شعلة المحبة في قلوب الآخرين ومشاركتهم فرحة القيامة والحياة الجديدة».

ارتباط الرمّان بعيد الصليب

أكّد صبارة أنّ في عيد ارتفاع الصليب بالأراضي المقدسة رمزًا آخر يُستخدم في المنطقة، وتحديدًا في الجليل والأردن، وهو فاكهة الرمّان. ففي القداديس، يُقدّم الرمّان على المذبح. وبعد القداس، يوزّع على المؤمنين. وعبر هذا التقليد يعيش المؤمنون تجربة الحب والعلاقات الوثيقة بينهم والتلاصق الكنسي، مثل تلاصق ثمار هذه الفاكهة ومذاقها الحلو. 

ويشير اللون الأحمر الزاهي في الرمّان إلى دم السيد المسيح. بينما تمثّل الحبّات الحمر في داخله، جماعة المؤمنين وتماسكهم كعائلة واحدة في الكنيسة. وتُظهر قشرة الرمّان بصلابتها ومرارتها أنّ الصليب قد يجلب مرارة وصعوبات، لكن منه تنبع حلاوة الانتصار والحياة والقيامة، في النهاية، مثل حلاوة حبوب الرمان. ويشبه شكل الرمان نفسه الجبل أيضًا. فالزهرة المتفتحة في أعلاه تبدو كالصليب المنصوب على جبل الجلجلة مزهرًا خلاصًا وحياةً أبدية. 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته