واستعرض لاوون لحظة نطق يسوع بكلمات المزمور 22: «إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟». ورأى أنّ هذه التعابير ليست صرخة فقدان إيمان، بل هي تجلٍّ لأقصى درجات الثقة بالله رغم غيابه الظاهري. فالابن الأزلي، وهو في أشدّ لحظات الألم، لا يوجّه الاتّهام للآب بل يتوجّه إليه.
الألم باب لحضور الله
تابع الأب الأقدس أنّ في تلك اللحظة، تغيّر شيء في العالم. فأظلمت السماء وانفتح الهيكل على العالم ولم يعد الله مختبئًا خلف الستارة، بل كشف ذاته في جسد المصلوب… وهكذا صار الألم بابًا لحضوره. وبيّن البابا أنّ الغريزة البشرية تميل إلى كبت صرخة الإنسان وربطها بالضعف، لكن في إنجيل الصلب للصرخة قيمة روحية عميقة، إذ تغدو صلاةً أو تسليمًا أو رجاءً.
وأضاف أنّ الإنسان يولَد صارخًا ليقول إنّه حيّ، ويعود ليصرخ في الحبّ والألم والأمل. فالصرخة ليست هربًا، بل إعلان وجوده. والمسيح يُظهر لنا كيف نعيش الألم من دون أن نكتم الصوت، لا بالصراخ ضدّ الله بل بالصراخ إليه.
وأكّد لاوون أنّ حبس الألم يقودنا أحيانًا إلى الانطفاء، أما الصوتُ الصادق فيُبقينا أحياء. وفي ختام كلمته، أشار إلى أنّ صرختنا تصبح فعلَ إيمان متى وُجّهت إلى الله.
محرّر آسي مينا لأخبار الفاتيكان وروما. دكتور في اللاهوت العقائدي. باحث في الشؤون الكنسيّة. مقيم في العاصمة الإيطاليّة روما.