برنابا الرسول... الواعظ المشجّع

برنابا الرسول برنابا الرسول | Provided by: CNA / ACIMENA

تُعيّد الكنيسة لبرنابا الرسول في 11 يونيو/حزيران من كلّ عام. نقدّم في هذه المقالة سيرة حياته بشكل مختصر.

برنابا هو أحد السبعين رسولا. هاجر من بلاد اليهودية مع كبار عائلته من سبط لاوي وأقام معهم في جزيرة قبرص. كان اسمه يوسف ودعاه الرسل باسم برنابا، وهو اسم أرامي معناه «ابْنُ الْوَعْظِ»، وأحد أهداف الوعظ هو التعزية وإراحة القلوب. يعني اسم برنابا أيضًا «ابن النبوة» وهي كلمة يقصد منها التشجيع.

اعتنق برنابا المسيحيّة في عصر الرسل، وصار ممن استجابوا للشراكة المسيحية الأولى. عاش المبدأ القائل: «وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئاً مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكاً» (أعمال الرسل 4: 32). كما حقّق مبدأ: «إِذْ كَانَ لَهُ حَقْلٌ بَاعَهُ، وَأَتَى بِثمنه وَوَضَعَهَا عِنْدَ أقدام الرُّسُلِ» (أعمال الرسل 4: 37). كان برنابا نموذجًا رفيعًا في محبة الآخرين، إذ عاش شراكة المحبة. فكانت حياته تطبيقًا لوصية المحبّة، بعد أن باع كل ما له وأعطاه للتلاميذ وصار نموذجًا للعطاء والمحبة.

نال برنابا نعمة حلول الروح القدس في العلية مع التلاميذ وبشر معهم وكرز باسم المسيح. تميّز برنابا بإنكار الذات، وكان نموذجًا في تشجيع الآخرين، فأحبّه الرسل لكثرة فضائله وحسن أمانته. ولما آمن الرسول بولس بالسيد المسيح قدّمه برنابا إلى التلاميذ في أورشليم، وحدثهم عن كيفية ظهور السيد المسيح لشاول بالقرب من مدينة دمشق، ثم شهد لغيرته أمامهم حتى قبلوه في شراكتهم. يومها قال الروح القدس للتلاميذ: «افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه» (أعمال الرسل 13: 2). بهذا، اختارت الكنيسة بولس وبرنابا ليخدما في أنطاكية. وبينما هما في الطريق أخذا معهما مرقس.

رافق برنابا القديس بولس في رحلته الأولى، وحضر مجمع أورشليم نحو عام 50 ثم عاد إلى وطنه، ليبشر فيه بالمسيح. طاف برنابا مع بولس بلادًا كثيرة يكرزان بالسيد المسيح. ولما دخلا لسترة وأبرأ الرسول بولس الإنسان المقعد، ظن أهلها أنهما آلهة وتقدموا لكي يذبحوا لهما، فلم يقبلا مجد الناس بل مزقا ثيابهما معترفين أنهما بشر تحت الآلام مثلهم.

ثم انفصلا عن بعضهما، فأخذ برنابا معه مرقس ابن اخته ومضيا إلى قبرص وبشرا فيها. في قبرص ردّ كثيرين من أهلها إلى الإيمان بالسيد المسيح، ثم عمداهم. فحنق اليهود وحرضوا عليهما والي المدينة والشيوخ، فقبضوا على الرسول برنابا وضربوه ضربًا أليمًا ثم رجموه بالحجارة حتّى الموت وبعد ذلك حرقوا جسده. استشهد برنابا بذلك في قبرص بالرجم على يد اليهود في يوم 11 يونيو/حزيران، وهو اليوم الذي تعيّد الكنيسة له في كل عام.

وبعد انصراف القوم الذين رجموه، تقدم مرقس وحمل جسد برنابا، لفه بلفائف ووضعه في مغارة خارج قبرص. ويشير التقليد على أنّ ضريح برنابا هو بالقرب من فاما غوستا في قبرص.

البعض ينسبون إليه الرسالة إلى العبرانيين. في حين تنسب إليه أيضًا رسالة معنونة باسمه. إلا أنه لا يُعرف كاتبها. أما إنجيل برنابا الذي يزعم البعض أن برنابا كاتبه هو مُؤلف وضع في القرون الوسطى وألصق به اسم برنابا باطلًا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته