مار أفرام السرياني "قيثارة الروح القدس" (306 – 373م)

مار أفرام السوري قيثارة الروح القدس مار أفرام السوري قيثارة الروح القدس | Provide by: Saints Of the Universal Church Page

ولد نحو عام 306 من أبوين مسيحيين، في نصييبين وهي منطقة واقعة ما بين النهرين في تركيا حالياً. اقتبل المعمودية في سن الثامنة عشرة ثم رسم شماساً. إلى جانب حياة الزهد والتقشف كان يمضي وقتاً يسيراً في الكرازة وتفسير الكتاب المقدس وعقائد الإيمان القويم.

تَتلمذ على يد مار يعقوب أسقف نصيبين، فاحبّه كثيراً واتخذه تلميذاً وكاتباً في آن واحد ورسمه شماساً وألبسه الثوب الرهباني، واصطحابه عام 325 إلى مجمع نيقية، وعلى أثر عودتهما من المجمع أسّس مار يعقوب في نصيبين مدرسة للاهوت سلمها إلى تلميذه مار أفرام. وبعد نياحة مار يعقوب عام 338م تسلّم مار أفرام إدارة المدرسة، وفيها نظّم القصائد البديعة والأناشيد الشجيّة التي تُعرف بالنصيبينية، وقد لقب "بقيثارة الروح القدس" لما آلف من أناشيد كثيرة ومدائح للعذراء مريم باللغة السريانية، التي كانت لغة التدريس الرسمية في مدرسة نصيبين، حيث كانت نصيبين في القرن الرابع مدينة سريانية لغة وحضارة.

وكانت مدرسة نصيبين تتّبع في الفلسفة طريقة مدرسة أنطاكية التي كانت تعتمد على أرسطو أكثر من أفلاطون، وكانت مبادئها توجب في كل موضوع بساطةً في المنهج، وكمالاً في الايضاح، وادراكاً في تعليم الايمان.

وعندما سُلمت نصيبين إلى الفرس سنة 363 هجرها مار أفرام وبرفقته نخبة من الأساتذة والتلاميذ وجاءوا إلى الرها، وأسسوا مدرسة الرها. وكان تلامذتها يتلقون دروساً في شرح الكتاب المقدس بعَهديه معتمدين بذلك على تفسير مار أفرام وهو أقدم من فسّر الكتاب المقدس عند السريان، كما كانوا يأخذون تعاليمه اللاهوتية لإثبات العقائد المسيحية ضد تعاليم الهراطقة على مثال "طيطيانس ومرقيون وبرديصان وماني وآريوس"، فَعَدت كتاباته مثالاً للتعاليم اللاهوتية في الكنيسة السريانية. واهتمّت مدرسة الرها أيضاً بتدريس الفلسفة على مذهب ارسطو وتلقين طلابها العلوم اللغوية والأدبية باللغتين السريانية واليونانية، ويعود إليه الفضل في تنظيم الحياة الطقسية في الكنيسة السريانية وبتآلف الجوقات الكنسية.

وقد تنيح في مدينة الرها عام 373. وتعيد به الكنيسة يوم 9 يونيو من كل عام، وقد أعلنه البابا بندكتوس الخامس عشر عام 1920 معلماً للكنيسة الجامعة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته