القاهرة, الجمعة 5 سبتمبر، 2025
بعد ساعات من كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في احتفال عيد المولد النبوي، اشتعل الجدل في الأوساط الإعلامية والاجتماعية. فقد أثارت عبارته عن ضرورة "إحياء القيم والأخلاق المحمدية في كلّ مفاصل الحياة" استياء قطاع من المثقفين والناشطين المسيحيين، الذين اعتبروا أنّ الخطاب -وإن جاء في سياق احتفالي ديني- يتجاهل حقيقة أنّ رئيس الجمهورية يخاطب شعبًا متنوعًا دينيًّا وفكريًّا، لا المسلمين وحدهم.
رأت الصحافية المصرية ابتسام كامل أنّ التعبير عن «القيم المحمدية» يفتح الباب لتأويلات سياسية خطيرة. وكتبت: «كنت أتمنى أن يقال القيم الدينية المشتركة أو القيم الوطنية، فهي القاعدة الحقيقية التي تبنى عليها الدول المدنية. أما اختزال الخطاب في مرجعية دينية واحدة، فيذكّرنا بقول الرئيس أنور السادات: "أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة"، وبتوجّهه الديني الذي خلّف ندوبًا طائفية ما زلنا نعانيها حتى اليوم».
بدوره، اعتبر المحامي شريف رسمي أنّ تصريحات الرئيس «تكرِّس الدولة الدينية»، خصوصًا أنّها ترافقت مع تقديم وسام العلوم والفنون إلى الشيوخ على حساب العلماء والفنانين، في ما يراه «تأسيسًا لمنظومة تستند إلى المقاصد الشرعية بصفتها إطارًا حاكمًا للحياة العامة».
خلفيّة تعزِّز القلق