السودانيّ يُعيد افتتاح كنيستَي العذراء الطاهرة وسيّدة الساعة في الموصل

بقلم: جورجينا بهنام حبابه

الموصل, الثلاثاء 2 سبتمبر، 2025

شهدت مدينة الموصل العراقيّة الاثنين احتفالًا رسميًّا بافتتاح كنيستَي العذراء الطاهرة وسيّدة الساعة بعد إعادة إعمارهما، بحضور رئيس الوزراء محمّد شيّاع السودانيّ وعدد من المسؤولين الحكوميّين وممثّلين عن داعمي الإعمار.

قال السوداني في كلمته من داخل كنيسة الطاهرة إنّ هذه الكنيسة تنهض من بين الركام لتمثّل البيت الذي يجمع فيه الربُّ قلوب الناس، بلا تفرقة ولا عداوة، في تعايشٍ عمره من عمر العراق. ولفت إلى أنّ عودتها هي عودةٌ إلى روح الموصل والتآخي الذي يجمع أبناءها.  

للإصغاء إلى صرخات الشعب 

من جانبه، دعا المطران بندكتوس يونان حنّو، راعي أبرشيّة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك، في كلمته رئيسَ الوزراء إلى إيلاء اهتمامٍ بترميم الشعب المسيحيّ، مماثلٍ للاهتمام بالحفاظ على التراث والكنائس. وأضاف: «الشعب في نينوى يحتاج إلى اهتمامكم ورعايتكم وإلى من يصغي إلى صرخاته، لا سيّما أبناءكم من المكوّن المسيحيّ». 

وقال إنّ قرابة 80% من أبناء المكوّن المسيحيّ العراقيّ يعانون اليوم هضم الحقوق وتطالهم انتهاكات عدّة، وكثيرون منهم في المهجر. وشدّد على أنّ مسيحيّي العراق هاجروا مضطرّين وغادروا وطنهم بالدموع والألم، وما زالوا إلى اليوم يتطلّعون إلى العودة إليه، تائقين ليروه جميلًا وقادرًا على احتضان أبنائه المسيحيّين من جديد أسوةً بإخوتهم من سائر المكوّنات.

ثمّ تشارك حنّو والسوداني وعدد من المشاركين في قرع جرس الكنيسة وفي زراعة شجرة زيتون في باحتها رمزًا للسلام، قبل أن يتوجّه رئيس الوزراء إلى دير الآباء الدومنيكان لافتتاح كنيسة سيّدة الساعة أيضًا.

تخريب ثمّ إعمار 

جدير بالذكر أنّ كنيستَي العذراء الطاهرة للسريان الكاثوليك، وسيّدة الساعة ضمن دير الآباء الدومنيكان، فضلًا عن الجامع النوريّ الكبير ومئذنته الشهيرة الحدباء، وجميعها في الموصل القديمة، عانت تدميرًا وتخريبًا كبيرَين في خلال فترة احتلال تنظيم داعش الإرهابيّ للموصل (2014-2017). وبعد التحرير، تولّت منظمة اليونسكو إعمارها وترميمها ضمن مبادرة «إحياء روح الموصل»، وفق التصاميم الأساسيّة، بتمويل من دولة الإمارات العربية والاتّحاد الأوروبي.