مراكش, السبت 30 أغسطس، 2025
في ثقافة يطغى عليها الدين الإسلاميّ، تُواصِل الجماعة الكاثوليكيّة في المغرب مسيرتها بتواضع وثبات، شاهِدةً للمسيح.
«يا أبتِ، أُسلّمكَ ذاتي... أنا مُستعِدٌّ لكلّ شيء، وأقبل كلّ شيء». هناك ركعتُ ساجدًا في الرباط، محاطًا بنحو 800 طالب جامعيّ من عشرات الدول الإفريقيّة، يُرنّمون «صلاة التسليم» التي كتبها القدّيس شارل دي فوكو منذ 130 عامًا. هو كان ضابطًا فرنسيًّا مُتقاعدًا، ولُقِّب بـ«شارل ليسوع». سافر إلى المغرب عام 1883 مُنتحِلًا صفة يهوديٍّ مغربيّ، ورسم خرائط للبلاد متوغّلًا في أبعد مناطقها. كان عاشقًا لمنطقة شمال أفريقيا، ولا يزال أثره واضحًا في صلوات مئات الشباب الذين اجتمعوا في عطلة نهاية أسبوع ملؤها الصلاة والتواصل، استضافتها أبرشيّة الرباط.
كنيسةٌ تفاجئ كثيرين
قد يبدو هذا المشهد في المغرب مختلِفًا عمّا يتخيّله معظم الناس. فعند ذكر اسم هذه المملكة، قد تتبادر إلى الذهن صور الأسواق الملوّنة والتلال الرمليّة. ويبدو أنّ قلّةً قليلة تُدرك وجود كنيسةٍ نابضة هنا، أساسها الشهادة، نَمَت بفضل رهبانيّات كرّست حياتها للخدمة، وتستمرّ بفضل إيمان الشباب.
