السر وراء استشهاد شفعاء أوغندا

القديس تشارلز لوانجا ورفاقه القديس تشارلز لوانجا ورفاقه | Provide by: Saints Of the Universal Church Page

القديس تشارلز لوانجا ورفاقه "شهداء الإيمان والعِفّة"

تعيد لهم الكنيسة في 3 يونيو من كل عام، وهُم شفعاء أوغندا، وشباب أفريقيا، والتبشير، وضحايا التعذيب، والمتضررين من الإساءات الجنسية والراغبين في التغلب على الميول المثلية، مزارهم الرئيسي هو بازيليك "شهداء أوغندا" الواقعة بمدينة مويونيو الأوغندية

تعرض كثير من المسيحيين في أوغندا للموت في الفترة الواقعة ما بين عامي1885-1887 بسبب اضطهاد ملك تلك البلاد لهم، "موانجا الثاني" ملك أوغندا آنذاك، أبدىَ تسامحاً كبيراً مع التواجد المسيحي الكاثوليكي والإرساليات التي تعمل على خدمة الشعب الأوغندي خدمات اجتماعية وطبية وثقافية مع الاهتمام بالبُعد التبشيري، برغم انحيازه الشخصي للديانة الوثنية وتمسّكه بها، إلا أنه تغير فيما بعد بسبب تأثير بعض أعيان القبائل والسحرة وعلى رأسهم رئيس أركان جيشه "كاتيكيرو" الذين رأوا في المسيحية تهديداً لتقاليدهم، فقرر القضاء على المسيحيين بشراسة.

فاستشعر الملك خطورة استمرار التبشير المسيحي على العادات الوثنية، لأن إيمانهم يجذب الشباب الأوغندي ولا يمكنهم معه العودة لممارسة الشعائر الوثنية والتي كان من ضمنها قبول ممارسة المثلية الجنسية والتي كانت تتم بالأمر مع الملوك والأثرياء الذين يستغلون عبيدهم الذكور في الخدمة والمتعة أيضاً، وهو ما تراه المسيحية إهانة لكرامة الجسد واستبدالاً لطبيعته، وإضراراً بالنفس البشرية وإمراضاً لها.

فقام الملك بمجزرة بشعة بحق إرسالية كاثوليكية من رهبان وراهبات ومكرسين علمانيين، ويرأسها أسقف يُدعىَ "چيمس هنجتون"، حيث تم إعدام جميع أفرادها بتهمة التبشير والتحريض ضد الأوامر الملكية.

وقتها كان الإيمان المسيحي قد وصل إلى داخل قصر الملك موانجا نفسه، وبمجرد أن سمِع رئيس وصفاء البلاط الملكي ويُدعىَ "چوزيف موكاسا" بأخبار تلك المجزرة التي اًرتكبت بحق الأسقف "چيمس هنجتون" ورفاقه، حتى قام بتوجيه اللوم والانتقاد المُعلَن للملك شخصياً على ما اقترفه بحق أبرياء لم يصنعوا شرّاً. علِمَ الملك من موكاسا أنه صار مسيحياً فأمر باعتقاله وأحلّ "تشارلز لوانجا" محله كرئيس وصفاء البلاط الملكي.

وهو الذي ولد عام 1865 في جنوب أوغندا، ومنذ طفولته عَمِلَ بالبلاط الملكي، وبالرغم من كونه خادماً في القصر، كان له دوراً قيادياً في الكنيسة وكان شديد الاهتمام بالمؤمنين الجدد.

خلال كل تلك الأحداث كان تشارلز يتلقّى تكوينه المسيحي استعداداً ليوم قبول سرّ المعمودية المقدس، عام 1885، وقد ناله عن يد أحد كهنة الإرساليات والذي لم يكن معروفاً بعد للسُلطات الأوغندية.

في الفترة التالية لمعموديته، ولضعف فرصة نوال المعمودية عن يد كاهن بسبب أجواء الاضطهاد، قام تشارلز بنفسه بتعميد إثنين من الوصفاء العاملين معه في بلاط القصر الملكي، واللذان كانا قد تزامنا معه في فترة التكوين، لكنهما لم يستطيعا الوصول للكاهن، كما يُرجَّح انه عمَّد أحد أفراد العائلة المالكة وقد كان صبيّاً.

تزايُد عدد الوُصفاء المحولين إلى المسيحية داخل قصر موانجا أثار قلقه الشديد، فاستدعاهم جميعاً وكان عددهم عشرين، من ضمنهم تشارلز لوانجا وچوزيف موكاسا رئيس وصفاء البلاط السابق، وحَقَّق معهم لاستبيان حقيقة ما إذا كانوا قد تحولوا إلى المسيحية فعلاً أم لا.

استولى الخوف على أغلبهم وربما فكروا في إنكار الإيمان، إلى أن بادر تشارلز بإعلان إيمانه بالمسيح قاطعاً حالة الصمت والتردُّد، فتشجَّع رفاقه وبدأوا يعلنون إيمانهم الواحد تلو الآخر. عندها ساومهم الملك موانجا على إيمانهم حيث وعدهم بوقف المذابح ضد الإرساليات المسيحية، وعودة حرية التبشير والاعتقاد وعدم الاكتراث حتى لو تحولت أوغندا كلها إلى مسيحية في مقابل الاستمرار في طاعة الملك بشأن ممارسة المثلية الجنسية.

رفض تشارلز هذه المساومة أمانةً لاسم المسيح وشجَّع باقي الوصفاء المسيحيين على رفضها، وكأنه قائد روحي لإخوته يشدّد عزمهم ويساعدهم على حمايته، وقد كان مؤثراً على المجموعة كلها حتى الأطفال منهم.

 فصدر حكم الملك بإعدام تشارلز ورفاقه حرقاً (حتى الأطفال دون الثالثة عشر). صدر الحكم يوم 25 مايو 1886، وتم احتجازهم بالسجن حتى تاريخ التنفيذ، وهناك قام تشارلز بتعميد من هُم أطفال من هذه المجموعة إذ كانوا ما يزالون في مرحلة التكوين لكنهم مقبلين على الاستشهاد ويرغبون في نوال المعمودية على اسم المسيح قبل موتهم.

بدىَ تشارلز مطمئناً ومُرتضياً بالحكم حُبّاً بالله، وجاء يوم التنفيذ 3 يونيو 1886م، فتم اقتيادهم إلى مكان الإعدام، وفي الطريق كان قد قُتِلَ ثلاثة منهم من شدة قسوة الجنود عليهم بالضرب المبرح.

قام الجنود بإبعاد تشارلز عن باقي رفاقه طوال الطريق وحتى في موقع الاعدام، لكي يتم ترهيبهم دون مساندة منه. ويذكر أحد الجنود القائمين على تنفيذ الحكم أن تشارلز قام بترتيب الحطب الذي سيُرفع عليه للحرق، وقال له بينما بدأت النار تلمس جسده: ((كأنك ترشني بالماء لا النار.. أطلب إليك يا أخي أن تؤمن بالمسيح لتخلُص)).

تم حكم الإعدام في العشرين شهيد وأضيف عليهم بعض أعضاء إرسالية من الكنيسة الأنجليكانية تحتفل بهم الكنيسة الجامعة. والشهداء هُم:

1- موكاسا كيرواوينڤو.

المزيد

2- أندريا كاجاوا.

3- چوزيف موكاسا بالكيودنبي.

4- أناتوري كريجاواچّو.

5- مباجا توزندي.

6- پونسيانو ننجوندوي.

7- چاكوبو بزابالياو.

8- ديونزيو ساسبجواو.

(تستمر القصة أدناه)

9- أتنانزي (أثناسيوس) بازكويكيتا.

10- أدولفو موكاسا لاديجو.

11- جونزاجا جونزا.

12- أمبروزيو كيبوكا.

13- تشارلز لوانجا.

14- أكليو كيونيوكا.

15- برونو سسيرونكوما.

16- ماتيا كاليمبا مولمبا.

17- لوكا باناباكينتو.

18- كزيتو.

19- موجاجا.

20- چياڤيرا.

تم إعلان تطويبهم عام 1920 عن يد البابا بندكتس الخامس عشر، وتم إعلان قداستهم عام 1964 عن يد الطوباوي البابا بولس السادس، ويعتبروا من أوائل شهداء أفريقيا الذين رفعتهم الكنيسة الكاثوليكية إلى مرتبة القداسة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته