بيروت, الجمعة 22 أغسطس، 2025
الخوف هو شعور بعدم الارتياح أو القلق تجاه خطر محتمل، سواء أكان هذا الخطر حقيقيًّا أو متخيَّلًا. ويمكن أن تكون المخاوف طبيعيّة أو حالة مَرَضيّة. ولتسليط الضوء على سُبل التعامل مع مخاوفنا انطلاقًا من الكتاب المقدّس، تطلّ عبر «آسي مينا» الأخت ربيعة مطران، من الراهبات الباسيليّات الشويريّات، وهي متخصّصة في الليتورجيا وحازت أيضًا دبلومًا لتنشئة المُنشئين.
تقول مطران: «الخوف أمرٌ طبيعيّ يُرافِق الإنسان منذ طفولته، لكنّه يُمكن أن يكون عائقًا في طريق تقدّمه، لأنّه يُسيطر عليه. إنّما أين تكمن البطولة؟ إنّها تتجلّى في سيطرة الإنسان على الخوف، لتتحوّل هذه السيطرة إلى شجاعة تُمكِّنه من مواجهة ما يحصل له».
وتزيد: «أشكال الخوف تبرز عندما تتقلّص عضلات الإنسان، وتتسارع دقّات قلبه وتضيق أنفاسه، وهي تجعله يهرب، في مرّات عدّة، لأنّه عاجز عن اتّخاذ القرار المناسب. فكيف نستطيع، انطلاقًا من الكتاب المقدّس، تجاوز مخاوفنا من المجهول في ظلّ كلّ ما يُحيط بنا من تحدّيات، ووسط عالم سريع التطوّر، ووجود الذكاء الاصطناعيّ، والتكنولوجيا والتقنيّات الطبّيّة المتطوّرة؟».
وتشرح: «يَستوقِفُنا حَدَثان في الإنجيل، الأوّل: "وإذا اضطرابٌ عظيم قد حَدَث في البحر حتّى غطّت الأمواجُ السفينة، وكان هو نائمًا. فَدنوا منهُ وأيَقَظوهُ وقالوا له: يا ربّ، نجّنا، لقد هلكنا. فقال لهم: ما لكُم خائفين يا قليلي الإيمان؟ ثمّ قام فزجر الرياح والبحر، فحدث هدوء تامّ (متّى 8: 24-26)". نحن اليوم نحيا وسط سفينة تتخَبَّط فينا، والأمواج عالية، والعالم يتطوّر في شكل مخيف ويفوق الوصف، لكنّ السؤال المهمّ هو: هل يسوع نائم في قلب سفينتنا، وهل قلوبنا تُشكّل وسادة له حتّى نكون مرتاحين؟ إذا كان الجواب نعم، فنحن بالطبع سنتخطّى الخوف. البطولة تبرز في الرجوع إلى يسوع الذي هو في قلب حياتنا وسلوكنا».

