البابا لاوون: الله يجعل الصحراء تُزهر كبستان رجاء

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس الذبيحة الإلهيّة في مزار القدّيسة مريم ديلّا روتوندا-ألبانو الإيطاليّة البابا لاوون الرابع عشر يترأّس الذبيحة الإلهيّة في مزار القدّيسة مريم ديلّا روتوندا-ألبانو الإيطاليّة | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أكّد البابا لاوون الرابع عشر أنّ الله في الكتاب المقدّس يرى ويصغي ويعلم آلام أبنائه وينحني لتحريرهم. وقال إنّ الله يحوّل الصحراء إلى مكان حُبّ وقرارات، ويجعلها تُزهر كبستان رجاء.

في رسالة إلى أسقف ريميني الإيطاليّة نيقولا أنسلمي بمناسبة اللقاء الـ46 للصداقة بين الشعوب الذي سيُعقد من 22 إلى 27 أغسطس/آب 2025، ذكّر الأب الأقدس بأنّ الحجر المرذول من البنّائين صار رأس الزاوية. وشدّد على أنّ الرجاء لا يخيّب أبدًا.

صحراء التاريخ

أشار الحبر الأعظم إلى أنّ موضوع لقاء هذا العام «سنبني بلبنات جديدة في الأماكن المقفرة». وتناول صورة الصحراء في الكتاب المقدس، فشرح أنّها تُعدّ مكانًا قاحلًا، لكنّها تعود لتصبح ساحة لظهور الله؛ فالأنبياء وصفوها بموضع عهد ومحبّة متجددة، ومنذ قرون يسكنها الرهبان والراهبات باسم البشرية كلها، باحثين عن إله الصمت والحياة.

وتوقّف لاوون على القسم المخصَّص لشهداء الجزائر في المعرض. واعتبر أنّ في هؤلاء تلمع دعوة الكنيسة إلى مرافقة الإنسان في صحراء التاريخ، متجاوزةً جدران الريبة بين الأديان والثقافات؛ فالرسالة الحقيقية ليست استعراضًا للهوية بل بذل للذات حتى الاستشهاد، وفق البابا.

دعوة إلى لقاء

شدّد الأب الأقدس على قيمة الحوار؛ فالمؤمنون من توجّهات مختلفة، مع المسيحيين الآخرين وغير المؤمنين، مدعوون إلى لقاء يضع اللبنات الجديدة للمستقبل. وحين تعجز المؤسسات الحكوميّة والدوليّة عن تغليب الحقّ والحوار، يتعيّن على الجماعات الدينية والمجتمع المدني التجرّؤ على النبوّة، فيتحوّل الألم إلى رجاء جديد.

وذكّر البابا بتوجيهاته إلى الأساقفة الإيطاليين بتعزيز مسارات اللاعنف، والاضطلاع بمبادرات وساطة ومشاريع استضافة تحوّل الخوف من الآخر إلى لقاء؛ فكل جماعة مدعوّة إلى أن تصبح بيت سلام، تُمارَس فيه العدالة ويُحفَظ الغفران.

اهتداء ثقافيّ شامل

أطلق الحبر الأعظم نداءً لاهتداء ثقافي شامل. وأكّد أنّ من دون الفقراء والمهاجرين والضحايا وصرخة الخليقة، لن تكون هناك لبنات جديدة. فلا يجوز أن يتغافل الإيمان عن تصحّر العالم.

وفي الختام، رفع البابا الصلاة إلى العذراء مريم، نجمة الصبح، كي تساند كلّ التزام يتمّ في شركة مع الرعاة والجماعات الكنسية. حينها، وفق قوله، تصبح التحديات أقل قتومًا والمستقبل أقل ظَلمًا.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته