بيروت, السبت 16 أغسطس، 2025
عانت أنطوانيت طنّوس مشكلات كثيرة في بصرها منذ ولادتها، وسارت في درب جلجثتها المرير متسلّحةً بثقتها بالله، وصارخة من أعماقها: «مع آلامِكَ أيّها الربّ يسوع». وهي تُطلّ اليوم عبر «آسي مينا» لتُشاركنا اختبارها الحيّ، النابض بروح الإيمان الحقّ.
تقول طنّوس: «ولدتُ ضعيفة البصر، أي شبه كفيفة، إذ كنتُ مصابة بمرض الماء الأزرق في العين، المعروف أيضًا باسم جلوكوما، وهو يؤدّي إلى تلف العصب البصري ويُهدِّد بتدهور الرؤية وفقدان البصر. وقد كنتُ أستطيع رؤية ألوان مثل الأزرق والزهر. وفي الخامسة من عمري، دخلتُ إلى المدرسة اللبنانيّة للضرير في منطقة بعبدا، فتتلمذتُ وعشتُ وعمِلتُ فيها، وما زلتُ حتّى الآن. وقد سعت أسرتي جاهدة إلى إنقاذ بصري، فراحت تنقلني من طبيب إلى آخر، حتّى أصبحتُ حقل تجارب طبِّيّة، وهذا أدّى إلى تراجع حالتي أكثر فأكثر، ما جعل الماء الأزرق يتحوّل إلى ماء أسود».
وتردِف: «بمرور الوقت، أصبح بؤبؤ العين مائلًا إلى خارجها، وبعدها انفجر في العينَين. وكنتُ آنذاك قد بلغتُ الأربعين من العمر. سرتُ في درب جلجثتي، ولا يمكنني وصف ما اختبرتُه من أوجاع، أو حالة الصرع الأليم الذي أتعرّض له نتيجة حالتي. ولكي أنسى أوجاعي وأتخطّاها، كنتُ أخرج من البيت، وأتحدّث إلى الآخرين. كما أنّ الاختلاط في المدرسة ساعدني كثيرًا. على الحياة أن تستمرّ، رغم كلّ ما فيها من معاناة. أتأمّل في سِيَر القدّيسين الذين أعطوني قوّة تحمّل الآلام، وأقول: "مع آلامك أيّها الربّ يسوع"».

