عمّان, السبت 9 أغسطس، 2025
ما زال النقاش دائرًا حول الموقع الذي احتضن أولى الكنائس في تاريخ المسيحيّة. لكنّ الأنظار تتّجه بشكل متزايد نحو دول المشرق العربيّ، تحديدًا إلى الأردن، إذ ثمّة اعتقاد بأنّ أقدم كنيسة في العالم بُنيت في بلدة إرحاب في الشمال الأردنيّ. وإلى جانبها، تبرز كنيسة العقبة على البحر الأحمر بوصفها واحدةً من أقدم الكنائس المكتشفة، ما يُعزّز المكانة الدينيّة للمملكة الأردنيّة.
يزخر الأردن بعشرات المواقع الأثريّة والدينيّة الشاهدة على أهمّية هذا البلد في التاريخ الإنسانيّ، وتاريخ المسيحيّة ونشأتها، بدليل انتشار الآثار والكنائس القديمة في طول البلاد وعرضها، من محافظتَي المفرق وإربد في الشمال، إلى مدينة العقبة في أقصى الجنوب.
ويُعتبَر المسيحيّون في الأردن من أقدم الجماعات المسيحيّة المقيمة في وطنها، وقد ظلّت حاضرةً على مدى قرون، رغم كلّ ما شهدته المنطقة من تبدّلات. ويعود ذلك إلى علاقات التجاور والتداخل بين الأردن والأراضي المقدّسة، وهي علاقات مميّزة وقائمة حتّى اليوم.
تضمُّ أراضي المملكة الأردنيّة خمسة مواقع للحجّ المسيحيّ يعترف بها الفاتيكان وسائر الكنائس المسيحيّة، هي: المغطس، وجبل نيبو، ومكاور، وكنيسة سيّدة الجبل في عنجرة، ومار إلياس. وإلى هذه المواقع المعروفة عالميًّا، ثمّة مواقع أخرى مهمّة، لكنّها غير معروفة أو أنّها ما زالت تشهد أعمال بحث وتنقيب، ومنها قرية إرحاب.



