شهدت محافظة السويداء السورية عنفًا غير مسبوق أودى بحياة ما لا يقل عن 940 شخصًا، غالبيتهم من المدنيين، وبينهم شاب مسيحي سقط في الأيام الأولى للأحداث. وقضى أخيرًا قسّ في منزله مع عدد من أفراد عائلته.
بعد هذه الأحداث المأسوية، عاد الهدوء الحذر إلى المدينة عقب انسحاب الفصائل الإسلامية المتشددة التابعة لوزارة الدفاع السورية مع مسلحي العشائر.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان ثلاث حالات إعدام ميداني في حق أبناء عشائر البدو، مقابل 182 حالة إعدام نفذها عناصر وزارتَي الدفاع والداخلية، عدا عن الاعتداءات اللفظية والجسدية. وتُظهر الأشرطة المصورة طابعًا طائفيًّا في التعامل مع الضحايا، يشبه ما تعرض له العلويون قبل أشهر.
جانب من أعمال العنف في السويداء، سوريا. مصدر الصورة: المرصد السوري لحقوق الإنسان
في ظل هذا التصعيد، أطلقت الأبرشيات والكنائس السورية سلسلة نداءات للمطالبة بوقف العنف وحماية المدنيين. فقد وصفت أبرشية بصرى وحوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس الحرب في السويداء بـ«الهمجية التي تقتل الصغير والكبير»، مطالبةً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل. وكشفت أنّ أكثر من 300 ألف عائلة تعاني انقطاعًا تامًّا للتيار الكهربائي وشبه انعدام في المياه والدواء والغذاء.
بدوره، شجب الأب طوني بطرس ممثل مطران الروم الملكيين في السويداء وجبل العرب هذا الهجوم الذي وصفه بالإجرامي. وقال: «سنبقى مع أخوتنا الدروز يدًا بيد، لن نتركهم، عشنا معهم لمئات السنين وسنموت معهم. نحن لسنا مسلحين وليست لدينا عداوة ضد أحد، نحن دعاة سلام».
من جهتها، أكدت بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في بيان أنّ «ما يجري في السويداء يندى له جبين البشرية». وأشارت إلى متابعة الكنيسة الوضع الميداني، مثمنةً جهود الوساطة الإقليمية والدولية لوضع حد لهذه المجازر التي تستهدف العيش المشترك.
جانب من أعمال العنف في السويداء، سوريا. مصدر الصورة: المرصد السوري لحقوق الإنسان
أمّا النيابة الرسولية لطائفة اللاتين في سوريا، فشدّدت على أنّ معالجة الأزمات المتفاقمة في البلاد لا يمكن أن تتمّ إلا عبر الحوار الصادق، والاستماع المتبادل، والمصارحة داخل الأسرة السورية الواحدة. ودعت الحكومة السورية الموقتة إلى تكثيف جهودها لمنع أي خروق أمنية. وناشدت جميع الأطراف التحرك لفك الحصار عن مدينة السويداء، وفتح ممرات إنسانية آمنة تتيح للمدنيين الحصول على العلاج والدواء والماء والغذاء.
بدوره، ذكر بطريرك السريان الأرثوذكس إغناطيوس أفرام الثاني أنّ هذه الأحداث تأتي لتكرّس معاناة الشعب السوري الذي يفتقد أبسط مقومات الحياة ويقبع تحت أعباء سنوات طويلة من الحرب والعقوبات الاقتصادية الجائرة. وناشد المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول الصديقة إطلاق مبادرات إنسانية عاجلة تساعد السوريين في تجاوز هذه المحنة.
تأسست وكالة الأنباء الكاثوليكية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «آسي مينا» في 25 آذار 2022، عيد بشارة السيّدة مريم العذراء، بعد عام واحد على الزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق.
«آسي مينا» جزءٌ من مجموعة CNA/ACI، وهي إحدى خدمات أخبار EWTN.
الأكثر قراءة
1
2
3
4
5
اشترك في نشرتنا الإخبارية
رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!
تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته
في خضم تصاعد الاشتباكات المسلحة في جنوب سوريا، شهدت قرية الصورة الكبرى في ريف محافظة السويداء أمس حادثة تخريب طالت كنيسة مار ميخائيل، على يد مجموعة متطرفة.
تشتعل نيران الكراهية في سوريا مجدّدًا… نيران تؤججها قرون من الثأر والطائفية تزامنًا مع غليان الشرق الأوسط بأسره. وسط هذا الخراب، يواجه مسيحيو سوريا مشهدًا يوميًّا من الخوف والتهميش والقلق الوجودي، خصوصًا مع تقييد سُبُل اللجوء وإغلاق العالم أبوابه أمام السوريين.
لا يُمكن إخفاء حالة السخط التي تنتاب مسيحيّي سوريا، ليس بسبب عجز الدولة عن حمايتهم فحسب، بل أيضًا نتيجة التعاطي السلبيّ للإعلام المحلّي معهم، خصوصًا في حادثة تفجير كنيسة مار إلياس في دمشق، وهو تعاطٍ اتّسَقَ مع البيانات الرسميّة في تجنّب وصف مَن ارتقوا بأنّهم شهداء.