بيروت, السبت 19 يوليو، 2025
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار إيليّا النبيّ في 20 يوليو/تمّوز من كلّ عام. في هذه المناسبة، نتوقّف عند أوجه التشابه والتقارب بين هذا النبيّ الجبّار وبين خاتم أنبياء العهد القديم يوحنّا المعمدان.
إيليّا ويوحنّا المعمدان شخصيّتان بارزتان في الأديان السماويّة. فإيليّا نبيٌّ في العهد القديم، اشتهر بجرأته في مواجهة الشرّ وحضّه عَبَدة الأوثان على عبادة الله الواحد. أمّا المعمدان فكان شخصيّة محوريّة في العهد الجديد؛ هو مَن أعدَّ طريق المسيح، داعيًا الناس إلى التوبة والرجوع إلى الله.
وفي تأمّل أوجه التشابه والتقارب بينهما، نلاحظ من خلال قراءة الكتاب المقدّس وجود نقاط مشتركة عدّة بين الشخصيّتَين. نكتشف أوّلًا أنّه مثلما كان إيليّا نبيًّا في العهد القديم، جاء المعمدان ليكون خاتم أنبياء ذلك العهد وبداية عهد جديد: «فقالَ إِيلِيَّا لِلشَّعْب: أَنا الآنَ وَحْدي بَقيتُ نَبِيًّا لِلرَّبّ، وهٰؤُلاءِ أَنبِياءُ البَعلِ أَربَعُ مِئَةٍ وخَمْسونَ رَجُلًا» (1 مل 18: 22)، و«بل ماذا خَرَجتُم تَرَون؟ أَنَبِيًّا؟ أَقولُ لَكم: نَعَم، بل أَفْضَلُ مِن نَبِيّ» (مت 11: 9).
كذلك، كانا يرتديان نوع الثياب نفسه، ويعيشان بالطريقة نفسها؛ فنقرأ عن إيليّا أنّه «رَجُلٌ علَيه لِباسٌ مِن شَعَرٍ وعلى حَقوَيَه إِزارٌ مِن جِلْد» (2 مل 1: 8)، ونقرأ أيضًا عن المعمدان أنّه «كانَ على يُوحنَّا هٰذا لِباسٌ مِن وَبَرِ الإِبِل، وحَولَ وَسَطِه زُنَّارٌ مِن جِلْد. وكانَ طَعامُه الجَرادَ والعَسلَ البَرِّيّ» (متى 3: 4). وقد مُسِحَ كلٌّ منهما بالروح والقوّة نفسها: «ويَسيرُ أَمامَه وفيهِ رُوحُ إِيليَّا وَقُوَّتُه، لِيَعطِفَ بِقُلوبِ الآباءِ على الأَبناء، ويَهْديَ العُصاةَ إِلى حِكمَةِ الأَبرار، فَيُعِدَّ لِلرَّبِّ شَعبًا مُتَأَهِّبًا» (لو 1: 17).


