«الأنجلة الفاتيكانيّة»... تاريخ دائرة يترأّسها البابا

مبنى دائرة الأنجلة في ساحة إسبانيا في العاصمة الإيطاليّة-روما مبنى دائرة الأنجلة في ساحة إسبانيا في العاصمة الإيطاليّة-روما | مصدر الصورة: Geobia/Creative Commons via Wikipedia

من مؤسسات الإدارة المركزيّة للفاتيكان، المعروفة بالكوريا الرومانيّة، دائرة تهتمّ بالبشارة في عصر يحتاج إلى الإصغاء لرسالة المسيح من خلال الكنيسة. تُعدّ دائرة الأنجلة كيانًا يعمل بشكل مستمرّ لتحقيق هذا الهدف.

منذ المجمع الفاتيكانيّ الثاني في ستينيّات القرن الماضي، وصدور الدستور الرعويّ «فرح ورجاء» ومرسوم «إلى الشعوب» عن العمل الإرساليّ للكنيسة، مرورًا بتعاليم البابوات في العقود الأخيرة، مثل الإرشادَين الرسوليَّين «نشر الإنجيل» للبابا بولس السادس و«المؤمنون العلمانيّون» للبابا يوحنّا بولس الثاني، أكّدت الكنيسة ضرورة التجدّد في الأنجلة تبعًا للتغييرات الاجتماعيّة.

من مجلس إلى دائرة

في خلال حبريّته، شدّد البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني على ضرورة الأنجلة الجديدة، معتبرًا أنّها رسالة الكنيسة في الألفيّة الثالثة. ليأتي بعدها البابا بنديكتوس السادس عشر ويؤسّس عام 2010 بـ«إرادة رسوليّة» المجلس الحبريّ للأنجلة الجديدة، سائرًا في هذا الدرب. وكان هدف إنشاء المجلس خدمة الكنائس في وجه أخطار العلْمَنة. وعام 2013، نَقَلَ بنديكتوس مسائل التعليم المسيحيّ من سلطة مجمع الإكليروس إلى مجلس الأنجلة، وضمّ عمل المجلس الدوليّ للتعليم المسيحيّ إلى مجلس الأنجلة.

وهكذا، أصبح دور المجلس أيضًا التعمّق في المعنى اللاهوتي والرعوي للأنجلة الجديدة. ومع دخول الدستور الرسولي «أعلنوا الإنجيل» الذي ينظِّم الكوريا الرومانيّة، حيّز التنفيذ عام 2022، تحوّل مجلس الأنجلة إلى دائرة.

هدف الدائرة

تعزّز الدائرة اليوم استخدام الوسائل الحديثة للتواصل بهدف التأكّد من السُّبل الممكن اعتمادها للأنجلة. ومن مسؤولياتها أيضًا الاهتمام بالتنشئة الدينيّة للمؤمنين وإطلاق خطوط عريضة لتدريس التعليم المسيحيّ للكنيسة وفق التقليد، والموافقة على كتابات معيّنة، بعد قبولها من دائرة عقيدة الإيمان. ويشمل عملها أيضًا المؤتمر الرسولي الدولي للرحمة وحماية المزارات.

وبحسب «أعلنوا الإنجيل»، تخدم الدائرة عمل البشارة كي يُعرَف المسيح نور الشعوب ويُشهَد له بالكلمات والأفعال ويُبنى جسده السرّي، أي الكنيسة. ومن أدوارها أيضًا الاهتمام بالمسائل الأساسيّة للأنجلة في العالم وتأسيس الكنائس المحليّة الجديدة ومرافقتها ودعمها، وتُستثنى من نطاق عملها الكنائس الواقعة في مناطق ترتبط بدائرة الكنائس الشرقيّة.

رئاسة بابويّة وقسمان

في دائرة الأنجلة قسمان: الأوّل خاصّ بالمسائل الأساسيّة لأنجلة العالم والثاني لبدء البشارة والكنائس المحلّية الجديدة في المناطق حيث تُناط بها الخدمة. ويترأس الدائرة البابا بشكل مباشر ويقع كلّ جزء فيها تحت سلطة رئيس. ومن الموظّفين الرئيسيّين في قسم المسائل الأساسيّة عميد ومفوّض لأجل التعليم المسيحيّ وسكرتيران مساعدان. أمّا قسم بدء البشارة والكنائس المحلّية الجديدة فيضمّ عميدًا وسكرتيرًا وسكرتيرًا مساعدًا وسكرتيرًا مسؤولًا عن الإدارة ورؤساء مكاتب.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته