هانو… فيلٌ سكَنَ الفاتيكان وقلب البابا

هانو… فيلٌ سكَنَ الفاتيكان وقلب البابا هانو… فيلٌ سكَنَ الفاتيكان وقلب البابا | مصدر الصورة: صفحة المتحف الوطني للآثار في فيسبوك

عندما يلتقي المؤمنون البابا، غالبًا ما يُهدونه مسبحة ليُباركها، أو أيقونة، أو كتابًا دينيًّا. لكن في القرن السادس عشر، تلقّى البابا لاوون العاشر فيلًا هديّة. واليوم، يعبر آلاف الحجّاج والسيّاح ساحة القديس بطرس يوميًّا، من دون أن يُدرك معظمهم أنّ تحت أقدامهم بقايا فيل. إليكم قصّة هانو، فيل الفاتيكان.

انتُخِبَ جيوفاني دي لورنزو دي ميديشي حبرًا أعظم في 9 مارس/آذار 1513، واتّخذ اسم البابا لاوون العاشر. وكانت التقاليد المتّبعة تقضي بأن يُقدِّم الملوك الكاثوليك الهدايا للبابا المُنتخَب، تعبيرًا عن حسن النيّة وتعزيزًا للعلاقات الدبلوماسيّة. ولم يكن ملك البرتغال مانويل الأول استثناءً.

هانو… فيلٌ سكَنَ الفاتيكان وقلب البابا. مصدر الصورة: ويكيميديا كومونز
هانو… فيلٌ سكَنَ الفاتيكان وقلب البابا. مصدر الصورة: ويكيميديا كومونز

تلقّى البابا لاوون العاشر مجموعة هدايا مبهرة حَمَلها البرتغاليّون من مستعمراتهم حول العالم: منسوجات ومعادن ثمينة وحيوانات نادرة، بينها فيل آسيويّ أبيض يُدعى هانو، أُحضِرَ إلى إيطاليا من لشبونة عام 1514، وكان أوّل فيل في البلاد منذ قرون.

وصل هانو في موكب مهيب ضمَّ السفير البرتغاليّ تريشتاو دا كونيا. في ذلك الزمن، لم تكن هناك صور ولا فيديوهات ولا برامج وثائقيّة. كان معظم سكّان روما يرون فيلًا للمرّة الأولى في حياتهم. وعند وصول الفيل إلى قلعة سان أنجيلو، حيث كان البابا لاوون العاشر يراقب المشهد، قدَّمَ عرضًا مدروسًا: ركع أرضًا، وغمس خرطومه في حوض ماء قريب، ورفعه عاليًا لينثر الماء على الحبر الأعظم والحشود، وسط دهشة الجميع وفرح البابا.

شيّد البابا لاوون العاشر حظيرةً خاصّة لهانو بين بازيليك القدّيس بطرس والقصر الرسوليّ، وفتحها للناس في عطلة نهاية الأسبوع. وسرعان ما أصبح هانو محطّ إعجاب، يسرق الأضواء في المهرجانات والمواكب والاحتفالات التي شهدتها روما. حتّى إنّ الحبر الأعظم ألّفَ قصائد لرفيقه المفضّل.

لوحة تذكاريّة للفيل هانو رسمها الفنّان رافائيل. مصدر الصورة: ويكيميديا كومونز
لوحة تذكاريّة للفيل هانو رسمها الفنّان رافائيل. مصدر الصورة: ويكيميديا كومونز

لكنّ إقامة هانو في روما لم تدم طويلًا، فبعد عامين فقط أُصيب بإمساك حادّ. وفي 8 يونيو/حزيران 1516، نفَقَ وكان البابا لاوون العاشر إلى جانبه. وبينما كان في حالةٍ من الحزن العميق، أمَرَ البابا الرسام الكبير رافائيل برسم لوحة تذكاريّة له.

وبعد قرون، تحديدًا عام 1962، اكتشفَ عمّال كانوا يُجرون أعمال صيانة لنظام التدفئة والتبريد في الفاتيكان، بقايا عظميّة غريبة. وعثروا على سنّ كبيرة وأربعة أجزاء من فكّ ضخم. وقد ظنّوا في البداية أنّهم أمام بقايا ديناصور، ثمّ تبيَّن لهم أنّهم اكتشفوا شيئًا أغرب بكثير: عظام هانو، فيل الفاتيكان.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته