دعا البابا لاوون الرابع عشر ظهر اليوم المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس الفاتيكانية إلى متابعة الصلاة كي «تصمت الأسلحة ويتواصل العمل لأجل السلام عبر الحوار».
بعد احتفاله بالذبيحة الإلهيّة في بازيليك القديس بطرس، بمناسبة عيد الرسولَين بطرس وبولس، تلا الأب الأقدس التبشير الملائكي من نافذة الشقّة البابويّة في القصر الرسولي مع حشد من الحجّاج والسيّاح المتجمّعين في ساحة الفاتيكان.
البابا لاوون الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكيّ ظهر اليوم من نافذة القصر الرسوليّ-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
التزام البابا خدمة الوحدة
قدّم الحبر الأعظم تأمّلًا عن التذكار الليتورجيّ، فرأى أنّ اليوم عيد كبير لكنيسة روما، المولودة عبر شهادة القدّيسَين. واعتبر أنّ العاصمة الإيطاليّة خُصِّبَت بدماء بطرس وبولس وشهداء كثيرين. وزاد أنّ في يومنا هذا، لا يزال الإنجيل يقدّم قوّةً وكرمًا لكثيرين من المسيحيّين، ولو على حساب حياتهم.
وتحدّث لاوون عن مسكونيّة الدماء، أي الوحدة غير المرئية والعميقة بين الكنائس المسيحية، المتّحدة بالشهادة. وأكّد أنّ خدمته الأسقفيّة تخدم الوحدة وأنّ كنيسة روما ملتزمة، منذ سُفِكَت دماء القدّيسَين بطرس وبولس، العمل على الشركة بين جميع الكنائس.
البابا لاوون الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكيّ ظهر اليوم من نافذة القصر الرسوليّ-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
انقلاب الموازين
شرح الأب الأقدس أنّ لقب الصخرة المُعطى إلى القديس بطرس يدلّ على المسيح، الحجر الذي رذله البنّاؤون فصار رأسًا للزاوية (متّى 21: 42). وزاد أنّ بازيليك القدّيس بطرس وساحتها، إضافة إلى بازيليك القدّيس بولس، تشهد على انقلاب الموازين. وأشار إلى أنّ هذه الأماكن كانت خارج أسوار مدينة روما القديمة وما قد يبدو اليوم كبيرًا ومجيدًا رُفِضَ في السابق لأنّه اختلف عن العقليّة الدنيويّة.
البابا لاوون الرابع عشر يتلو صلاة التبشير الملائكيّ ظهر اليوم من نافذة القصر الرسوليّ-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
عظمة بطرس وبولس
فسّر لاوون أنّ العهد الجديد لا يخفي أخطاء الرسولَين بطرس وبولس؛ فعظمة هذَين الشخصَين تكمن في أنّهما عرفا الغفران، إذ أتى إليهما يسوع القائم من الموت ووضعهما من جديد على دربهما. وذكر أنّ يسوع لا يدعو الأشخاص مرّة واحدة، لذا لا ينبغي فقدان الرجاء.
وأردف أنّ الوحدة في الكنيسة وبين الكنائس تتغذّى من المغفرة والثقة المتبادلة، بدءًا بالعائلات والجماعات. وطلب شفاعة العذراء مريم والقدّيسَين بطرس وبولس كي تصبح الكنيسة منزلًا ومدرسةً للشركة في عالمنا الممزّق.
أعلن البابا لاوون الرابع عشر صباح اليوم أنّ عيش تذكار القدّيسَين بطرس وبولس الليتورجي في النهار عينه يدفعنا إلى التساؤل عن معنى الشركة الكنسيّة. ودعا إلى جعل الاختلافات مختبر وحدة وشركة وأُخوّة ومصالحة كي يتعلّم كل شخص في الكنيسة أن يسير مع الآخرين.