فرح ورجاء بلا حدود… «شبيبة ريّا» تنشر حبّ يسوع في أصقاع الأرض

بقلم: مارغريتا كلّاسي

مزيارة, الجمعة 27 يونيو، 2025

في الذكرى الـ75 لإعلان قداسة الشهيدة ماريا غوريتّي، تحوّلت تلّة «وردة وشمعة لريّا» في مدينة مزيارة (لبنان الشماليّ) إلى منارة عالميّة، مع إطلاق منصّة «شبيبة ريّا رسل الورديّة والسجود» إلى العالمية في أول مزار للقدّيسة في الشرق الأوسط.

ولدت منصّة الشبيبة بعد استشهاد الشابة ريّا فرنسوا الشدياق عام 2017، بهدف جمع شبيبة الحركات الرسولية تحت شعار «فرح ورجاء بلا حدود».

ومنذ تأسيسها، نشرت المنصّة مسبحة «الحبّ الإلهيّ والمشيئة الإلهيّة» لأجل قداسة الشبيبة والعائلة. واليوم تدعو شبيبة العالم للانضمام إلى ثلاث مبادرات فريدة: نشاط «12 نجمة رجاء» وهي أطول تساعيّة ورديّة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية بعنوان «أعطِنا السلام»؛ والسير على «درب الرجاء» الذي صمّمته الشبيبة ضمن مشروع «دروب لبنان»؛ ومبادرة 1700 ساعة سجود متزامنة عالميًّا على نيّة مسيحيي الشرق بمناسبة مرور 1700 سنة على مجمع نيقيا.

بعد انتهاء القداس الإلهي الذي ترأسه رئيس أساقفة طرابلس للموارنة المطران يوسف سويف، قدّم مؤثّرون كاثوليك شباب من صفحتي «مسيحيّي الشرق» و«المجد لله» عروضًا لتشجيع الشباب على التبشير وعيش مسيحيّتهم في عمقها في ظلّ صخب العالم.

وقدّمت «شبيبة ريّا» إلى سويف أيقونة تكليل العذراء المستوحاة من أيقونة سيّدة قنوبين. وشارك الشباب في الترنيم لتسبيح الربّ، وأضاؤوا شموعًا، ثمّ رسموا ببصماتهم قلوبًا على ورقةٍ بيضاء موجّهة إلى الأب الأقدس، خُطَّت عليها كلمات من عظة تنصيبه: «إنها ساعة المحبّة».

وأكّد سويف عبر «آسي مينا» أنّ «هذه المبادرة دليلٌ حيٌّ للشباب اليوم على أنّ المحبّة أقوى من الانتقام. وكانت عائلة الشهيدة ريّا خير دليلٍ على مدماك إيماننا هذا، فحوّلت فاجعتها إلى مصدر تبشير وفرح ورجاء». وفي ظلّ هذه الظروف العصيبة التي تزداد تعقيدًا، رأى سويف أنّ «الله اختارنا ربّما لنكون شهودًا لقيامته في الشرق الجريح». وشجّع الشباب على عيش «شهادة المغفرة وطي صفحة الحروب».

وفي زمن العنصرة، طلب سويف من «شبيبة ريّا» والشباب عمومًا «الصلاة للروح القدس وتسليم ذواتهم إلى الروح المعزّي كي ينطلقوا في العالم». وختم: «أرجو أن يفتخر الشباب بإرث الرسل الذي يحملونه معهم من الكنائس الشرقيّة»، طالبًا دعم الحبر الأعظم في جهود السلام ليثبت مسيحيّو الشرق في أرضهم.