تعيين الأب فرنشيسكو يِلبو حارسًا جديدًا للأراضي المقدّسة

الأب فرنشيسكو يِلبو، الحارس الجديد للأراضي المقدّسة الأب فرنشيسكو يِلبو، الحارس الجديد للأراضي المقدّسة | مصدر الصورة: Ordo Fratrum Minorum Facebook page

في قرار يحمل دلالات روحيّة وإنسانيّة، صادق البابا لاوون الرابع عشر في 24 يونيو/حزيران على انتخاب الأب فرنشيسكو يِلبو، من رهبنة الإخوة الأصاغر الفرنسيسكان، حارسًا جديدًا للأراضي المقدّسة وقيّمًا على جبل صهيون، خلفًا للأب فرنشيسكو باتون الذي اختتم خدمته بعد تسع سنوات في هذا المنصب الحسّاس.

جاء هذا التعيين بناءً على عمليّة انتخاب أجراها الرئيس العام للرهبنة الفرنسيسكانيّة مع مجلسه، في تقليدٍ يُجسّد الامتداد التاريخيّ لمهمّة الفرنسيسكان في الأرض التي مشى عليها السيّد المسيح.

الأب يِلبو من مواليد مدينة لاوريا الإيطاليّة عام 1970، نذر نذوره الرهبانيّة الدائمة عام 1998 وسيمَ كاهنًا عام 2000. تنوّعت خدمته بين التدريس والإدارة والرعاية الرعويّة، إذ عمل معلّمًا لمادّة الدِّين، ورئيسًا لمعهد «فرانسيسكانوم لوتساغو» في بريشيا، فضلًا عن مهمّاته الكنسيّة مُفوّضًا لحراسة الأراضي المقدّسة في لومبارديا، ومن ثمّ في مقاطعة شمال إيطاليا. ويشغل منذ عام 2022 منصب رئيس مؤسّسة «الأرض المقدّسة»، إضافة إلى أدوار تنظيميّة على مستوى المقاطعات الفرنسيسكانيّة الإيطاليّة.

الحارس الجديد للأراضي المقدّسة الأب يِلبو (يسار)، إلى جانب الحارس السابق الأب باتون. مصدر الصورة: حراسة الأراضي المقدّسة
الحارس الجديد للأراضي المقدّسة الأب يِلبو (يسار)، إلى جانب الحارس السابق الأب باتون. مصدر الصورة: حراسة الأراضي المقدّسة

يتسلّم يِلبو مهمّته الجديدة في لحظة شديدة التعقيد على الصعيدَين الإقليميّ والروحيّ. فالأراضي المقدّسة تعاني تصاعد التوتّرات السياسيّة والعسكريّة، وتراجع عدد الحجّاج، وتآكل الحضور المسيحيّ المحلّي، إلى جانب أزمة إنسانيّة متفاقمة في قطاع غزّة والضفّة الغربيّة.

في هذا السياق، لا تقتصر مسؤوليّة الحارس الجديد على حماية المزارات المقدّسة، بل تشمل الحضور الرعويّ، والدعم الإنسانيّ، والحوار بين الأديان والثقافات، والحفاظ على جذور المسيحيّة في مهدها. وكان البابا الراحل فرنسيس قد شدّد على أنّ «خدمة الأراضي المقدّسة هي مهمّة سلام وسط الصراع، ومجال للتواضع والشجاعة الروحيّة».

ويخلف يِلبو الأب فرنشيسكو باتون الذي تولّى الحراسة من 2016 حتّى 2025. وفي خلال سنوات خدمته، واجه باتون تحدّيات كبرى، أبرزها جائحة كوفيد-19 وغياب الحجّاج، لكنّه حافظ على المشاريع الترميميّة، وشارك في جهود إنسانيّة مثل دعم أطفال غزّة، وكتَبَ عن تجربته في كتاب روحيّ بعنوان «مثل الحجّ: أيّامي في الأرض المقدّسة».

الأب فرنشيسكو يِلبو، الحارس الجديد للأراضي المقدّسة. مصدر الصورة: حراسة الأراضي المقدّسة
الأب فرنشيسكو يِلبو، الحارس الجديد للأراضي المقدّسة. مصدر الصورة: حراسة الأراضي المقدّسة

الحراسة الفرنسيسكانيّة التي انطلقت قبل أكثر من 800 عام، منذ أن وطأت قَدما القدّيس فرنسيس الأسيزيّ الأراضي المقدّسة، ليست مجرَّد مسؤوليّة دينيّة، بل هي شهادة حيّة على التزام الكنيسة الكاثوليكيّة تجاه الأماكن المقدّسة، والناس الذين يعيشون حولها، والحجّاج الذين يتوقون إلى زيارتها.

وفي ظلّ هذه التحدّيات، تبدو مهمّة يِلبو أكثر من تكليف. إنّها دعوة إلى حمل الشعلة في زمن الظلمة، وحراسة الرجاء في أرض الإيمان.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته