في يوبيل الكهنة… الأب شوان حنّا يدعو إلى صون مؤسّستَي الكنيسة والعائلة

الأب شوان حنّا الأب شوان حنّا | مصدر الصورة: الأب شوان حنّا

ليس الكهنوت وظيفةً تقع على الكاهن مسؤوليّة أدائها، بل هو دعوة من الله ورسالة يحملها ساعيًا من أجل خلاص النفوس، ملتزمًا ما تقتضيه من أمانة وبذلٍ للذّات بكلّ محبّة وتواضع، ليكون الانعكاس الأبهى لصورة المسيح في الخدمة.

الكهنوت إذن لا يختلف، رسالةً وخدمةً، سواء أكان الكاهن بتولًا أم متزوِّجًا، كما بيَّنَ الأب شوان حنّا، الكاهن في إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة، بالتزامن مع يوبيل الكهنة، في حديثه عبر «آسي مينا».

وقال: «الكاهن في حاجةٍ دائمة إلى التغذية الروحيّة المستمرّة من الكتاب المقدَّس ومواصلة الصلاة والتوبة وتوثيق علاقة متينة مع يسوع لئلا تتحوّل رسالته إلى وظيفة فيها ثقل وتعب».

وأشار إلى تعاظم التحدّيات التي يواجهها الكاهن اليوم في عالم صاخب يُروِّج أباطيله بقوّةٍ، فيخدع الإنسان المنبهر بالتقنيات وبالذكاء الاصطناعيّ، ويجذبه إلى الإلحاد.

واستدرك: «بصفتي كاهنًا متزوّجًا، هناك دائمًا صعوبات إضافيّة في الرسالة، إذ تضاف مسؤوليّة العائلة إلى مسؤوليّة الرعيّة، والموازنة بينهما تتطلَّب حكمةً وصلاةً مستمرة، واتّكالًا واثقًا على الله، وهو حاضرٌ لمعونة جميع الأطراف».

وأردف: «في ضوء خبرتي، أقول إنّ حضور الربّ في حياة الكاهن نفسه يساعده على تذليل الصعوبات. وحضور الله في حياة عائلته يمنح الزوجة صبرًا، والأولاد فهمًا أعمق لرسالته بصفته كاهنًا وأبًا لجميع أبناء الرعيّة وليس لأولاده فحسب».

«قد لا يتقبّل بعض المؤمنين الحقَّ مِن فم الكاهن أحيانًا، وإن قدّمه بكلّ محبّةٍ، مستندًا إلى كلمة الله الحيّة، ساعيًا لمساعدتهم على حلّ مشكلاتهم وتذليل مصاعبهم وتسليط نور المسيح على جوانب مظلمة في حياتهم. فهؤلاء يريدون حلولًا ترضيهم وإن كانت لا ترضي الله، وليس واجب الكاهن إرضاء الناس على حساب رِضى الله»، بحسب حنّا.

الأب شوان حنّا. مصدر الصورة: الأب شوان حنّا
الأب شوان حنّا. مصدر الصورة: الأب شوان حنّا

ودعا حنّا المؤمنين المسيحيّين إلى الحفاظ على العائلة حفاظهم على الكنيسة، فلكلتيهما رسالتها العظيمة في بثّ الرجاء في النفوس اليائسة ومنح المحبّة المجانيّة والمغفرة، على مثال الربّ يسوع، والعناية بالأطفال والمسنّين، وبخاصّة للشباب الذين قادتهم المشكلات العائليّة إلى إدمان المخدرات والإباحيّة وسواها.

وختم حنّا داعيًا الكهنة جميعًا، متزوّجين ومُتبَتِّلين، إلى الحفاظ على علاقة حيّة بيسوع تحيي علاقتهم بالآخرين، فيفهموا جروحهم دون إدانتهم، مؤكِّدًا أنّ التنشئة المستدامة المفعمة بالصلاة الشخصيّة والرياضات والتوبة والتغذية الروحيّة بكلمة الله، كافية لتنير العلاقات كلّها، في العائلة والرعيّة، ليتشارك الجميع في تمجيد اسم الله.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته