مشاركة البطريرك يونان في الجلسة الافتتاحية للجمعية العامّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط.

في مساء يوم الإثنين 16 مايو 2022، شارك أصحاب السيادة رؤساء المجلس ورؤساء الكنائس في الشرق أو ممثّلون عنهم وأعضاء اللجنة التنفيذية والوفود المشاركة في الجمعية العامّة من مختلف الكنائس وغبطة البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي بالجلسة الافتتاحية للجمعية العامّة الثانية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والتي تُعقَد بضيافة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بشخص قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في مركز لوغوس البابوي في وادي النطرون – مصر. وقد شارك أيضاً من الكنيسة السريانية الكاثوليكية المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.

ألقى مار أغناطيوس يوسف الثالث كلمة أشار فيها إلى أن هذا الاجتماع يجري في زمن القيامة  على أرض مصر تلك الأرض المباركة التي احتضنت الرب يسوع طفلاً، وحمَتْه من بطش هيرودس وأعوانه، مذكراً بهذه المؤسّسة التي تجمعنا لتعزيز رباط الأخوّة بيننا، ولتأدية الشهادة الحيّة لإيماننا بالرب يسوع مخلّصنا بالحقّ والمحبّة، في خضم ما تقاسيه كنائسنا وشعوبنا ومنطقتنا بل العالم كلّه من محنٍ وصعوباتٍ ومآسٍ وأزماتٍ واضطهاداتٍ، لتظهر تداعياتها على أبنائنا وبناتنا الذين يعيشون في ظروف صعبة، وكثيرون منهم يضطرون إلى الهجرة بحثاً عن مستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم.

وتناول غبطته موضوع الحضور المسيحي في الشرق، وهو حضور عريق منذ زمن الرسل، لكنه اليوم يواجه، تحديين كبيرين أكثر من أيّ وقت مضى فكيف نستطيع أن نبقى متجذّرين في أرضنا الطيّبة في بلدان المشرق، وأن نشجع شبابنا كي يبقوا ثابتين في الإيمان بالرب يسوع ويعيشوا الرجاء؟ فقال: "إننا نواجه تحدياً كبيراً بالتهجير القسري الذي يطال شبابنا بشكل خاص، كيف نستطيع إقناعهم أن يبقوا أمناء للإرث الروحي لآبائهم وأجدادهم، أي الإنجيل المقدس. وفي الوقت ذاته كيف نستطيع أن نشجعهم ونقف إلى جانبهم كي يجابهوا بعزم وأمانة وشجاعة التحديات التي تعترض مسيرتهم في بلاد الغرب التي وللأسف، تتوجه بشكل جنوني نحو المادية وتجاهُل الله والاستخفاف بالدين المسيحي بشكل خاص".

وشدد على أن الرب يسوع يدعونا إلى تجديد العهد معه لنتبعه بكل قوانا وبكامل قناعتنا وبالرغم من أننا نعي الصعوبات والتحدّيات التي نجابهها لا سيّما في هذه الأيام، فلا يجب علينا أن نشعر بالخوف أبداً لأن الرب معنا، وكما رافق التلاميذ سيرافقنا ويقوينا ويلهمنا كي نتابع المسيرة ونتقدّس بعيشنا لإيماننا وخدمة إخوتنا.

وذكّر غبطته المشاركين "أن أبناء كنائسهم يتطلعون إلى اجتماعنا هذا، ويصلّون من أجلنا، وينتظرون من لقائنا نفحة رجاء تعزز حضورهم وترسخهم في أرض الآباء والأجداد في الشرق من هنا يقع على عاتق مجلسنا دور محوري في هذا الإطار".

كما وجّه سيادته الشكر إلى قداسة البابا تواضروس الثاني على كرم الضيافة، ومصر بشخص رئيسها عبد الفتّاح السيسي "على روح المحبّة والألفة والانفتاح التي تسود في هذا البلد العزيز، وعلى كلّ ما يبذله مع معاونيه لمكافحة الإرهاب والحفاظ على الازدهار والتطور، كما شكر اللجنة التنفيذية والأمانة العامة وكذلك اللجنة المنظمة.

وختم غبطته كلمته رافعاً الصلاة من أجل نجاح أعمال الجمعية العامّة الثانية عشرة، ومن أجل إحلال السلام والأمان في شرقنا والعالم، وكي ينعم الجميع بالحرّية والمساواة، بروح العدالة والكرامة الإنسانية فنعيش معاً إخوة وأخوات تجمعنا المحبّة والألفة والوئام.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته