المسيح هو المعلّم الأوّل في صنع الخير

يسوع المسيح-تمثال يسوع المسيح | Provided by: Arturo Rey/Unsplash

الصلاح هو ثمرة من ثمار الروح القدس، وهو المحبّة العاملة. والإنسان الصالح هو الذي يحمل هموم الآخرين، ويعتني بهم عناية ماديّة وروحيّة أيضًا. وهو الشخص الذي يسير في خطوات المسيح؛ الذي كان يجول ويصنع خيرًا. كما أنّ الشّعر العربيّ تطرّق في مواضيعه إلى نعمة الصلاح أي الخير على لسان الكثير من الشّعراء.

وفي أفق إبداعيّ متميّز، أسّس الشاعر "أبو العتاهية" رؤيته الفنيّة والفكريّة، فكان يمزج خيال الشعر واستعاراته ببراهين الحكمة والفلسفة وحججها. يقول في موضوع الصلاح أي الخير:

"الخَيرُ أَفضَلُ ما لَزِمتا

وَالشَرُّ أَخبَثُ ما طَمِعتا".

لا شكّ أنّ الدنيا فيها الشّر وفيها الخير. وكلّ إنسان يسير في هذه الدنيا في طريق مختلفة عن غيره. والشّعر قادر على مقاربة موضوعات فكريّة عميقة. وهنا نجد الشّاعر وهو يلامس فكر المتلقّي بكلماته محاولًا إضاءة بصيرته علّه يدرك قيمة وجدانه ودوره الفعّال في صنع أعمال الرحمة:

"... وَارحَم لِرَبِّكَ خَلقَهُ

فَلَيَرحَمَنَّكَ إِن رَحِمتا".

ويتابع "أبو العتاهية" في مخاطبة الآخر، وهو يحثّه على عدم الظّلم وعيش المسامحة والتّقوى، في سبيل بلوغ مجد الانتصار الحقيقيّ، وهو يؤكّد ذلك له في قوله:

"لا تَظلِمَنَّ تَكُن مِنَ الـ

ـأَحزارِ وَاعفُ إِذا ظُلِمتا

وَإِنِ اتَّقَيتَ اللَهَ في

كُلِّ الأُمورِ فَقَد غَنِمتا".

تجلّت في هذه الأبيات من الشّعر مدى قوّة البصيرة عند "أبي العتاهية" وقدرته على التأثير في أعماق المتلقّي أي الآخر، ليجعله يقف وقفة تأمّل وتروٍّ لمراجعة الذات وما يحيط بها، وهي تقود به إلى معرفة رسالته الأسمى في حياته. فيسمع صوت المسيح، وهو معلّم الصلاح الأوّل، يخاطبه قائلًا: "وَلَا يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ ٱلْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى ٱلْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ" (مَتَّى 5: 15-16).

من هنا، ومن خلال العمل الصالح نكون قد عملنا بوصيّة المسيح، ومجّدنا اسمه فرحين. 

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته