الفاتيكان وكاريتاس الدوليّة يسلّطان الضوء على أزمة خدمة الدَّيْن العالميّة

«كاريتاس الدوليّة» تتابع حملتها «تحويل الدَّيْن إلى رجاء» من خلال مؤتمر إلكترونيّ بتنظيم مشترك مع الفاتيكان «كاريتاس الدوليّة» تتابع حملتها «تحويل الدَّيْن إلى رجاء» من خلال مؤتمر إلكترونيّ بتنظيم مشترك مع الفاتيكان | مصدر الصورة: «كاريتاس الدوليّة»

بهدف تقديم رؤية شاملة لمواجهة أزمة الدَّين العالميّ الذي يُثقل كاهل مليارات الفقراء حول العالم، نظّمت «كاريتاس الدوليّة» ودائرة خدمة النمو الإنسانيّ الشامل الفاتيكانيّة بعض ظهر اليوم مؤتمرًا إلكترونيًّا بعنوان: «حجّاج رجاء: إلهام يوبيليّ للعمل على الدَّيْن والمناخ والتطوّر».

ضمّ اللقاء خبراء اقتصاديّين عالميّين وقادة دينيّين وممثلين عن المجتمع المدنيّ ومسؤولين فاتيكانيّين. وأتت المبادرة ضمن حملة كاريتاس «تحويل الدَّيْن إلى رجاء» الهادفة إلى توعية الرأي العام العالميّ بأزمة الدَّيْن العام الصامتة.

وتسعى كاريتاس إلى إطلاق نداء يحرّر الدول الأكثر مديونيّة ويعيد كرامة الإنسان إلى المحور. وتتناغم المبادرة مع يوبيل 2025، إذ كانت السنوات اليوبيليّة في الكتاب المقدّس مناسبة لإلغاء الديون.

ضرورة عدم استغلال الجنوب

ذكّر رئيس أساقفة بورتو أليغري البرازيليّة الكاردينال جيمي سبينغلر في المؤتمر بقول أرسطو إنّ الرجاء حلم رجل يقظ. وشدّد على ضرورة مساندة الحياة والعمل ضدّ الدَّيْن، وتحمُّل الشمال الجغرافيّ، المسؤول الأكبر عن تلويث الأرض، مسؤوليّاته تجاه الدول الفقيرة.

وأشارت سكرتيرة دائرة خدمة النموّ الإنسانيّ الشامل الأخت أليسّاندرا سميريلّي إلى ضرورة عدم استغلال موارد الجنوب الجغرافيّ ووضعه في استدانة من الشمال؛ إذ بذلك تدفع الدول النامية ثمنَيْن لهاتَيْن المشكلتَيْن. وأكّدت أنّ الفاتيكان يعمل لأجل كرامة الإنسان.

أيّ اقتصاد نريد؟

بدوره، قال مراقب الكرسي الرسوليّ المستمرّ في الأمم المتحدة المونسنيور غابرييل كاتشا إنّ البابا فرنسيس يوضح في رسالته العامّة «كُنْ مُسَبَّحًا» أن ليست هناك أزمتان: الأولى بيئيّة والثانية اجتماعيّة، بل أزمة واحدة معقّدة. ورأى أنّ ذلك ليس مجرّد فشل اقتصاديّ بل فشل أخلاقيّ أيضًا. وسأل: أيّ نوع من القطاعات العالميّة الاقتصاديّة نريد؟ أنريد نظامًا يحمي مصالح القلّة أم نظامًا يأخذ الجميع في الاعتبار؟

وشرح الأستاذ المحاضر في جامعة كولومبيا ووزير الاقتصاد الأرجنتينيّ السابق مارتين غوزمان بعض الأرقام المرتبطة بالقضيّة. وقال إنّ 54 دولة حول العالم تصرف أكثر من 10 في المئة من عائداتها الضريبيّة على خدمة الدَّيْن العام. وأضاف أنّ 3.3 مليارات إنسان يعيشون في بلدان تصرف على خدمة الدَّيْن أكثر من استثمارها في القطاع الصحيّ.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته