بيتسابالا: مجمع نيقيا مرجع حَيّ لكنائسنا

الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا | مصدر الصورة: فرانشيسكو غوارالدي/حراسة الأراضي المقدّسة

بمناسبة مرور 1700 عام على انعقاد مَجْمَع نيقيا الأوّل، ألقى بطريرك القدس للّاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا خطابًا من مقرّ البطريركيّة، أكّد فيه الأثر العميق والدائم لهذا الحدث المفصليّ في تاريخ الكنيسة، داعيًا إلى تجديد شهادة الإيمان بروح المجمع ونوره.

وأشار الكاردينال إلى أنّ مجمع نيقيا الذي التأم عام 325 م، لم يكُن مجرّد لقاء كنسيّ عابر، بل لحظة حاسمة صاغت فيها الكنيسة إعلان إيمانها المشترك في وجه تساؤلات وانقسامات حادّة. وقال: «كان المجمع لحظة جرأة وشجاعة، استطاعت الكنيسة من خلالها أن تعبّر بلغة بشريّة عن سرّ يفوق العقل: سرّ تجسّد الله في شخص يسوع المسيح».

واستعرضَ التحدّيات الثقافيّة والدينيّة والسياسيّة التي واجهت الكنيسة آنذاك، مقارنًا إيّاها بتعقيدات عصرنا الحاضر. وأكّد أنّ الكنيسة اليوم، كما في الماضي، مَدعوّة إلى الإجابة عن تساؤلات الإنسان المعاصر حول معنى الحياة، والهويّة، والعائلة، والمجتمع، والتكنولوجيا، والهجرة، وغيرها من قضايا العصر.

وشدّد بيتسابالا على أنّ «الجواب يبقى هو نفسه. المسيح هو الجواب، كما كان دائمًا، ولكنّنا مَدعوّون إلى إعلان هذا الإيمان بلغة مفهومة».

وركّز الكاردينال في خطابه على أنّ الكنيسة ليست مدعوّة اليوم إلى إعادة صوغ قانون الإيمان النيقاويّ، بل إلى جعله حَيًّا ومفهومًا من خلال الشهادة اليوميّة. وتابع: «عندما يرى الإنسان جماعات مؤمنة تنبض بالحياة رغم الصعوبات، وعندما يلتقي رعاة مستعدّون للتضحية، وعندما يشعر الفرد بأنّ الكنيسة تصنع فارقًا حقيقيًّا في الواقع، عندها فقط تتبدّد الغرابة عن كلمات الإيمان لتُصبح نورًا يهدي الناس».

وختم بيتسابالا كلمته بدعوة واضحة ومباشرة: «فلنُعلن إيماننا بشجاعة ووضوح، تمامًا كما فعل آباء الكنيسة قبل 1700 عام. فشهادتنا هي السبيل الوحيد كي يُصبح هذا الإيمان مفهومًا وذا صدقيّة في نظر عالم اليوم».

مَجْمَع نيقيا الأوّل

يُذكر أنّ مجمع نيقيا الأوّل الذي عُقد عام 325 م في مدينة نيقيا (إزنيق حاليًّا في تركيا) بدعوة من الإمبراطور قسطنطين الكبير، يُعَدّ أوّل مجمع مسكونيّ في تاريخ الكنيسة. وكان هدفه الرئيس التصدّي لتعاليم أريوس التي أنكرت ألوهيّة المسيح، وقد شارك فيه نحو 300 أسقف من مختلف أنحاء الإمبراطوريّة.

وصاغَ المجمع «قانون الإيمان النيقاويّ» الذي يؤكّد أنّ المسيح «ابنُ الله، مولودٌ غير مخلوق، ومُساوٍ للآب في الجوهر». ولا يزال هذا القانون يُتلى في الكنائس حتّى اليوم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته