بيروت, الثلاثاء 13 مايو، 2025
ثمّة أشخاص يمرّون في التاريخ ويرحلون لكنّ بصمتهم النورانيّة تبقى حاضرة في ذاكرة الوجدان، تشهد على عبورهم وتتحدّث عنهم. ومن بين هؤلاء، المونسنيور اللبنانيّ الراحل الأب بولس الفغالي الذي كرّس حياته لنشر كلمة الربّ يسوع، والوعظ والتعليم، بكلّ غيرة وأمانة رسوليّة. وللتوقّف عند أبرز ما تميّزت به محطّات حياته، يطلّ عبر «آسي مينا» د. عماد فغالي ليُخبرنا كيف كان الأب بولس سائرًا عبر الكلمة.
يقول فغالي: «مهمّة الكاهن ضمن تعاليم الكنيسة تتمثّل أوّلًا في نقل الكلمة، وهذه مهمَّته النبويّة، ومن ثمّ تقديس المؤمنين بواسطة أسرار الكنيسة، وهذه رسالته الكهنوتيّة، وبعدها تدبير شؤون الكنيسة، وهذا عمله الرعويّ. ويمنح الله الكهنة والأساقفة موهبة خاصّة لكلٍّ منهم، فتتجلّى في ناحيةٍ من رسالتهم».
ويردِف: «مِن الكهنة مَن يُمارسون الشقّ الرعويّ بشكل كبير، ومنهم مَن يتّجهون صوب الشقّ الأسراريّ، فيُمارسون الاحتفالات بالأسرار، من معموديّة وزواج وغيرها. وهناك أيضًا بينهم مَن يهتمّون بالكلمة، أي بالتعليم. والله أعطى الأب بولس منذ طفولته نعمة اكتساب المعارف، حتّى إنّه تميّز بين رفاقه، وأذكر ما قاله عنه المطران فرنسيس البيسري: "أعظمنا علمًا ومعرفة… باخوس"، وهو اسم الأب بولس الفغالي قبل الكهنوت».
ويكشِف: «الأب بولس الفغالي تخصّص في الكتاب المقدّس، أي الكلمة التي هي الله، يسوع المسيح. وعندما نقول إنّ الأب بولس سائر عبر الكلمة، هذا يعني أنّه سائر صوب الربّ يسوع. فقد كان الكتاب المقدّس شغله الشاغل، أي أنّه محال أن يوجَد للأب فغالي أثر خارج الإنجيل».