من الكابيلا البولسيّة في القصر الرسولي الفاتيكاني، انطلق الكرادلة الناخبون باتّجاه كنيسة سيستين الشهيرة لبدء كونكلاف انتخاب حبر أعظم خلفًا للبابا فرنسيس.
ترأس الرتبة أمين سرّ حاضرة الفاتيكان في خلال حبريّة البابا الراحل الكاردينال بييترو بارولين، كونه الأكثر تقدّمًا في المنصب بين الكرادلة الأساقفة. فصلّى بارولين في بداية الرتبة كي «يقود الربّ خطواتنا على درب الحقيقة، بشفاعة العذراء مريم الدائمة الطوباويّة، والرسولَيْن القدّيسَيْن بطرس وبولس وجميع القدّيسين. فنعمل دائمًا ما يريده».
الكرادلة يدخلون كنيسة سيستين لبدء كونكلاف انتخاب خلف للبابا فرنسيس. مصدر الصورة: لقطة من بث فاتيكان ميديا المباشر
«هلُمَّ أيّها الروح القدس»
انطلقت المسيرة بدءًا بمسؤولي الاحتفال الليتورجي حاملين الصليب وشمعتَيْن، ووقف خلفهم المرنّمون ومسؤولون آخرون لهم علاقة بالكونكلاف. تقدّم بعدها الناخبون، بدءًا بالكرادلة الشمامسة ومن ثم الكهنة وفي الختام الكرادلة الأساقفة.
وعلى وقع طلبة جميع القدّيسين، دخل كنيسة سيستين الكرادلة مالكو سلطة تسليم مفاتيح الرئاسة البطرسيّة إلى شخص جديد. ورُنِّمَ «هلُمَّ أيّها الروح القدس».
الكرادلة يدخلون كنيسة سيستين لبدء كونكلاف انتخاب خلف للبابا فرنسيس. مصدر الصورة: لقطة من بث فاتيكان ميديا المباشر
قسَم الكرادلة
تلا بارولين قَسَمًا أكّد فيه باسم الكرادلة مجتمعين وباسم كلّ واحد منهم احترام الدستور الرسولي «قطيع الربّ بأسره»، المحدِّد آليّة انتخاب حبر أعظم جديد. ووعَدوا بأن يتولّى المنتَخَب منهم الخدمة البطرسيّة فيرعى الكنيسة الجامعة ويدافع عن الحقوق الروحيّة والزمنيّة وعن حرّية الكرسي الرسولي. وفي القَسَم أيضًا التزام السريّة المطلقة لمجريات الكونكلاف بعد انعقاده، إلّا بسماح خاصّ من الحبر الأعظم، كما رَفَضَ أيّ تدخّل من سلطة مدنيّة أو مجموعة أو أفراد بأيّ شكل.
الكرادلة يدخلون كنيسة سيستين لبدء كونكلاف انتخاب خلف للبابا فرنسيس. مصدر الصورة: لقطة من بث فاتيكان ميديا المباشر
وبعد أمين السرّ السابق، وَضَع كلّ كاردينال يده على الإنجيل لالتزام القَسَم. فردّد اسمه وأعلن بعدها: «أُقسِم وأجبر ذاتي وأحلف. فليساعدني الله وهذه الأناجيل المقدّسة التي ألمسها بيَدي». ومن الكرادلة من يخدم الكنيسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: البطريركان الكلدانيّ لويس ساكو، والقدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، إضافةً إلى رؤساء أساقفة طهران دومينيك ماتيو، والجزائر جان بول فيسكو، والرباط كريستوبال لوبيز روميرو، والسفير البابويّ في سوريا ماريو زيناري.
الكرادلة يدخلون كنيسة سيستين لبدء كونكلاف انتخاب خلف للبابا فرنسيس. مصدر الصورة: لقطة من بث فاتيكان ميديا المباشر
«ليخرج الجميع»
بعد انتهاء جميع الكرادلة من القَسَم، وقف مسؤول الاحتفالات الليتورجيّة دييغو رافيلّي وقال: «ليخرج الجميع»، داعيًا كلّ من لا يشارك في الانتخاب إلى الخروج من الكنيسة. وبعد الرتبة، من المتوقّع أن يلقي الكاردينال رانييرو كانتالاميسا تأمّلًا أمام الكرادلة يعبّر فيه عن مسؤوليّتهم الكبيرة وعن ضرورة انتخاب حبر أعظم بإرادة حسنة وبالبحث حصرًا عن إرادة الله وخير الكنيسة. وقبل التأمّل، أُقفِلَت الأبواب ووقف الحرّاس أمامها.
الكرادلة يدخلون كنيسة سيستين لبدء كونكلاف انتخاب خلف للبابا فرنسيس. مصدر الصورة: لقطة من بث فاتيكان ميديا المباشر
قبل ساعات من بدء الكونكلاف، المجمع السرّي لانتخاب خلف للقديس بطرس الرسول، أعلن رئيس مجمع الكرادلة جوفاني باتيستا ري أنّ من مسؤوليات البابوات تنمية الشركة والحفاظ على وحدة الكنيسة.
