الكاردينال فاسكو من روما: أبحث عن بابا اختاره الربّ

روما, الأحد 4 مايو، 2025

في خضم الاجتماعات التي تجمع الكرادلة في روما لانتخاب حبر أعظم جديد، وفي ظلّ الأحاديث عن مستقبل الكنيسة والبابوية، نقلَ الكاردينال جان بول فاسكو أجواء اللقاءات الجارية، وما تحمله من عمق إنساني وروحي. وشدّد عبر «آسي مينا» على غنى التنوع في قلب الكنيسة الكاثوليكيّة، وعن الحاجة إلى راعٍ يواصل المسيرة التي رسمها البابا فرنسيس.

عن سير المحادثات بين الكرادلة، قال فاسكو: «نتعرّف إلى بعضنا بعضًا بشكل أفضل، وتزداد الأحاديث عمقًا وغنى. بدأنا نفهم ما يعيشه الآخرون وما يفكرون فيه. نحن من سبعين جنسية، بل أكثر على ما أظن. هذا التنوع جميل، وهذه هي الكنيسة الكاثوليكيّة».

وأضاف: «يوجد كرادلة من الشرق. لا أعلم إذا كان البابا المقبل سيكون منهم، إذ يأتي الكرادلة من مختلف أنحاء العالم. نحن الآن في مرحلة التعرّف، وبعد ذلك تأتي مرحلة التصويت، وهذه لا يعلم نتيجتها سوى الله، فهو وحده من اختار مسبقًا».

وعن الصفات التي يبحث عنها في البابا الجديد، شرح فاسكو: «أبحث عن الذي اختاره الربّ. نشعر بأنّنا في حاجة إلى من يواصل إعلان زخم الإنجيل، وأتمنى أن يكون في خط البابا فرنسيس، أن يكون مُوَحِّدًا، جامعًا للكنيسة، ودافعًا إيّاها إلى الأمام. وهذا ليس أمرًا سهلًا».

وفي ما يتعلق بمواصلة دعم المسيحيين في الشرق الأوسط، أوضح فاسكو: «المطلوب ببساطة أن يجعلهم حاضرين في صلاته، وأن يكون شاهدًا كالبابا فرنسيس الذي كان يتّصل كثيرًا بكاهن غزة، وبقي حاضرًا إلى جانب الناس. آمل أن يكون البابا المقبل أيضًا حاضرًا إلى جانب الناس، لا سيما أولئك الذين يعانون في الشرق. هناك أماكن كثيرة تعاني فيها الكنيسة والناس».

من هو جان بول فاسكو؟

جان بول فاسكو، محامٍ سابق من ليون الفرنسية، فضّل الرداء الدومينيكاني على قاعة المحكمة، ونقل خدمته إلى الجزائر حيث استقر منذ العام 2002. هناك، شارك في إعادة حضور الكنيسة الكاثوليكية بعد اغتيال الأسقف بيار كلافيري، وخدم أولًا في وهران ثم في الجزائر العاصمة حيث عُيّن رئيسًا لأساقفتها.

معروف بالتزامه العميق الحوار الإسلامي-المسيحي وبحضور إنساني صادق في الشهادات اليوميّة. نال الجنسية الجزائرية عام 2023 وبعدها بعام اختاره البابا فرنسيس كاردينالًا تقديرًا لمسار كنسي يتجاوز الحدود والانتماءات.