روما تصلّي على نيّة العمّال والراعي الآتي

يواصل الكرادلة اجتماعاتهم بروح الصلاة والتأمّل تمهيدًا للكونكلاف المنتظر في 7 مايو/أيّار يواصل الكرادلة اجتماعاتهم بروح الصلاة والتأمّل تمهيدًا للكونكلاف المنتظر في 7 مايو/أيّار | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

في ظلّ الظروف الراهنة، أعلن الفاتيكان عن تعديل طرأ على برنامج يوبيل العمّال الذي كان مزمعًا إحياؤه بين 1 و4 مايو/أيار 2025، ويوبيل رجال وسيدات الأعمال، المقرّر في 4 و5 من الشهر نفسه. وبموجب هذا التعديل، سيقتصر البرنامج على عبور الأبواب المقدّسة في بازيليك القديس بطرس وسائر البازيليكات البابوية في روما.

في خضمّ ما يشهده العالم من أزمات اقتصادية وتحوّلات جذرية تمسّ جوهر العمل الإنساني، يطلّ يوبيل العمّال ورجال وسيدات الأعمال باعتباره محطّة روحية وإنسانية للتوقّف والتأمّل في المعنى الأعمق للعمل: لا كونه مجرّد وسيلة للكسب، بل دعوة تنبع من القلب، ومسار لتحقيق الكرامة، وأمانة تُحمل بمسؤولية تجاه الذات والمجتمع.

إنّه يوبيل مهدى إلى كلّ من ينهض كلّ صباح ليبني، ولو بجهد صغير، صرح الحياة المشتركة: من الموظّفين إلى المهنيين، من العمّال إلى الحرفيين، من المزارعين إلى المستقلّين، ومن يكدّون على الرغم من هشاشة أوضاعهم وظروفهم. ففي هذا الموعد اليوبِيلي، يجد جميع الناس دعوتهم مكرّسة من جديد في ضوء الإيمان، ومشاركتهم اليومية مصبوغة برجاء لا يُخيّب، ورسالة تتخطّى حدود الوظيفة لتلامس جوهر الرسالة الإنسانية.

ويُحتفل أيضًا بعيد القديس يوسف العامل في الأول من مايو/أيار وهو عيد أنشأه البابا بيوس الثاني عشر عام 1955 ليمنح هذا اليوم، المرتبط بيوم العمّال العالمي، بُعده المسيحي الأصيل. ففي وجه ما كانت تروّجه الإيديولوجيات الشيوعية آنذاك، أراد البابا أن يُعيد إلى العمل مكانته بصفته دعوة سامية، لا أداة صراع، ويضعها تحت شفاعة القديس يوسف، النموذج الأمثل للعامل المؤمن والمتواضع.

وفيما تستعدّ روما لاستقبال العمّال والحجّاج في سياق يوبيل يعيد تأكيد كرامة العمل في ضوء الإيمان، تنبض أروقة الفاتيكان بحضور الكرادلة الذين يجتمعون بروح الصلاة والتأمّل، تمهيدًا للكونكلاف المنتظر في 7 مايو/أيار. وبينما يتبادلون الخبرات ويتعرّفون إلى بعضهم بعضًا بعمق أكبر، يواصلون تساعية الصلاة على نيّة البابا فرنسيس، واليوم هو اليوم السادس منها، في مسار روحي يجمع بين الامتنان لمسيرته والرجاء لمن سيُنتخب لقيادة الكنيسة في المرحلة المقبلة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته