روما, الخميس 1 مايو، 2025
في ظلّ الظروف الراهنة، أعلن الفاتيكان عن تعديل طرأ على برنامج يوبيل العمّال الذي كان مزمعًا إحياؤه بين 1 و4 مايو/أيار 2025، ويوبيل رجال وسيدات الأعمال، المقرّر في 4 و5 من الشهر نفسه. وبموجب هذا التعديل، سيقتصر البرنامج على عبور الأبواب المقدّسة في بازيليك القديس بطرس وسائر البازيليكات البابوية في روما.
في خضمّ ما يشهده العالم من أزمات اقتصادية وتحوّلات جذرية تمسّ جوهر العمل الإنساني، يطلّ يوبيل العمّال ورجال وسيدات الأعمال باعتباره محطّة روحية وإنسانية للتوقّف والتأمّل في المعنى الأعمق للعمل: لا كونه مجرّد وسيلة للكسب، بل دعوة تنبع من القلب، ومسار لتحقيق الكرامة، وأمانة تُحمل بمسؤولية تجاه الذات والمجتمع.
إنّه يوبيل مهدى إلى كلّ من ينهض كلّ صباح ليبني، ولو بجهد صغير، صرح الحياة المشتركة: من الموظّفين إلى المهنيين، من العمّال إلى الحرفيين، من المزارعين إلى المستقلّين، ومن يكدّون على الرغم من هشاشة أوضاعهم وظروفهم. ففي هذا الموعد اليوبِيلي، يجد جميع الناس دعوتهم مكرّسة من جديد في ضوء الإيمان، ومشاركتهم اليومية مصبوغة برجاء لا يُخيّب، ورسالة تتخطّى حدود الوظيفة لتلامس جوهر الرسالة الإنسانية.
ويُحتفل أيضًا بعيد القديس يوسف العامل في الأول من مايو/أيار وهو عيد أنشأه البابا بيوس الثاني عشر عام 1955 ليمنح هذا اليوم، المرتبط بيوم العمّال العالمي، بُعده المسيحي الأصيل. ففي وجه ما كانت تروّجه الإيديولوجيات الشيوعية آنذاك، أراد البابا أن يُعيد إلى العمل مكانته بصفته دعوة سامية، لا أداة صراع، ويضعها تحت شفاعة القديس يوسف، النموذج الأمثل للعامل المؤمن والمتواضع.