البابا فرنسيس يُعلن استعداده للقاء بوتين في موسكو

البابا فرنسيس مصلّيًا - Provided by: Vatican News البابا فرنسيس مصلّيًا | provided by: Vatican Media

أجرى البابا فرنسيس مقابلةً مع جريدة كورييري ديلّا سيرا الإيطاليّة تكلّم فيها عن نقاطٍ عدّةٍ بينها الحرب الأوكرانيّة أبرزها استعداده للقاء بوتين في موسكو.

وجّه البابا نداءات عدّة في الشهرين الأخيرين داعيًا لوقف الأعمال الحربيّة في أوكرانيا. كما قام بمبادراتٍ عدّةٍ للمساعدة في إيقاف الحرب من خلال أمانة سرّ دولة الفاتيكان والعمل الدبلوماسيّ الدؤوب الذي يُشرف عليه أمين سرّ حاضرة الفاتيكان، الكاردينال بييترو بارولين، بحسب ما شرح في مقابلته مع جريدة كورييري ديلّا سيرا.

وقال البابا في حديث صحفيٍّ مع جريدة كورييري ديلّا سيرا إنّ الكاردينال بارولين يُترجم مبادراته للسلام بين أوكرانيا وروسيا على الصعيد الدبلوماسي. أكّد البابا أنّ بارولين «هو حقًا رجلٌ دبلوماسيٌّ، في خطّ أغوسطينو كازارولي -كاردينالٌ ودبلوماسيٌّ فاتيكانيٌّ توفّي في العام 1998- فهو يعرف كيفيّة الإبحار في عالم الدبلوماسيّة، إنّني أثق كثيرًا به» أقلّه لوقف إطلاق النار.

لم يألُ البابا جهدًا للدفع باتّجاه السّلام. كما أعلن أنّه على استعدادٍ للذهاب إلى موسكو، اذ شرح أنّه بعد مرور عشرين يومًا على الحرب، طلب من بارولين إيصال رسالةٍ إلى بوتين بأنّه مستعدٌّ للذهاب إلى موسكو، لكنّ بوتين لا يستطيع ولا يرغب القيام بهذا اللقاء اليوم. وشرح البابا، في مقابلته، أنّه لم يتّصل ببوتين في بداية الحرب بل أراد القيام بمبادرةٍ أكثر وضوحًا يمكن للعالم بأسره أن يشاهدها، لذلك زار السفارة الروسيّة لدى الكرسيّ الرسوليّ وطلب هناك أن يشرحوا له عمّا يحدث وقال لهم: «رجاءً توقّفوا».

يرى البابا أنّ من يرغب بالسّلام اليوم، يجد نفسه أمام المسألة الكبيرة لإرسال السّلاح من الدول الغربيّة إلى المقاومة الأوكرانيّة. وهو ما ليس هناك إجماعًا عليه، بل يخلق شرخًا في العالم الكاثوليكيّ والمسالم.

البابا الذي أعلن دائمًا رفضه لسباق التسلّح وصنع الأسلحة والتصعيد العسكري، يجد أنّ تعليمه لا يلقى صدى اليوم في مجريات أحداث الحرب الأوكرانيّة. ويجد البابا أنّه من الصعب أن يُجيب عمّا اذا كان جيّدًا إرسال الأسلحة إلى الأوكرانيّين اليوم. كما ذكّر البابا بما حدث منذ عامين أو ثلاثة عندما رفض عمّال مرفأ جينوفا المساعدة في نقل حملة سلاحٍ متّجهةٍ إلى اليمن، قائلين علينا التفكير في أطفال اليمن، ويرى أنّ هذه شكّلت خطوةً صغيرةً إنّما مهمّة ونحتاج إلى العديد مثلها اليوم.

وصرّح البابا أنّه لن يذهب في الوقت الحاليّ إلى كييف لأنّه يشعر بأنّ عليه أوّلاً الذهاب إلى موسكو ولقاء بوتين. قال البابا: «أرسلتُ الكاردينال ميخائيل كسيرني (رئيس مجمع خدمة التنمية البشريّة الشاملة) والكاردينال كونراد كراجوفسكي (مسؤول المساعدات الباباويّة) الذي زار أوكرانيّا أربع مرّاتٍ حتّى اللحظة» وأضاف البابا: «أنا كاهنٌ أيضًا، ماذا بإمكاني أن أفعل؟ أفعل ما بمقدوري فعله. ولو فتح بوتين الباب...».  

ختم البابا كلامه عن الحرب الأوكرانيّة الروسيّة في خلاصةٍ تشاؤميّةٍ بعض الشيء قائلاً: «لا توجد إراداتٌ كافيةٌ لإحلال السّلام».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته