القديسة كاترين السيانيّة ومفاتيح الصلاة الخمسة

القديسة كاترين السيانيّة-صورة القديسة كاترين السيانيّة | Provided by: CNA

"إن هذه المرأة العظيمة قد استقت من الشركة مع يسوع شجاعة العمل والرجاء الذي عضدها في الساعات الأكثر صعوبة، حتى عندما بدا أن كلّ شيء قد انتهى، وسمحت لها بأن تؤثّر على الآخرين بقوّة إيمانها حتى على أعلى المستويات المدنيّة والكنسيّة". بهذه الكلمات، وصف البابا فرنسيس القديسة كاترين السيانيّة، معلّمة الكنيسة وشفيعة أوروبا. 

لقد اكتشفت القديسة كاترين مفاتيح الصلاة التي تجعل المؤمن أكثر قربًا من الله، فقسّمتها إلى خمس مراحل أساسيّة: 

صلاة الشوق

 إنها صلاة مستمرّة، وتعني الحبّ بين الخالق والخليقة المندفعة بالتوق الدائم إلى التكلّم مع الحبيب السماوي. وهذا الشوق الدائم يعني أن المؤمن قد اختبر في حياته حبّ الله المجاني، وأصبح اختباره المحرّك الأساسي في حياته الروحيّة من خلال رغبته في معانقة المصلوب. 

صلاة الكلام

 في هذه المرحلة، يتكلّم المؤمن، والربّ يصغي إليه. وتُترجم كلمات المؤمنين عبر تلاوة صلوات متعدّدة مثل الأبانا والسلام والتراتيل المتنوّعة... 

صلاة العقل

 في المرحلة الثالثة، يتكلّم الربّ، والمؤمن يصغي إليه، فيدرك أن الصلاة حوار مع الله وإصغاء إلى صوته في الحياة اليوميّة. عندئذٍ، يتكلّم الربّ من خلال صوت داخلي أو عبر الطبيعة والأحداث والأشخاص. 

في صلاة العقل، ترتفع الروح نحو الله، فيزورها ويعزّيها ويقوّيها، ويفكّر العقل بكلام الله، فيفهم إرادته في حياته التي تصبح "مسيحيّة" أي "حسب قلب الله". 

الصلاة والحبّ الكامل

 في المرحلة الرابعة، يختبر المؤمن النضوج في عيش الحبّ، فيرتفع بحبّه نحو الله والآخر، ويعيش الفضائل الإلهيّة والإنسانيّة. 

وتكمن أهمّ ثمار هذه المرحلة في أن المؤمن يدخل في مشيئة الله الخلاصيّة بطاعة كاملة، فيدرك أن جوهره شعلة حبّ تتغذّى من نار الحبّ الإلهيّة، وتصبح الإفخارستيا الجسر بين الأرض والسماء. 

الصلاة والاتحاد 

المزيد

في هذه المرحلة من المسيرة الروحيّة، يتّحد المؤمن بالله، فلا يعتبر وجوده من أجل ذاته بل يعتبرها موجودة من أجل الله والآخر. 

ويسمح الله لبعض المؤمنين بنعم خاصّة كعيش جروحات المسيح، أو مشاهدة رؤى سماويّة، أو انخطاف روحي، أو إجراء معجزات، وهم ما زالوا على قيد الحياة. 

لقد اختبرت القديسة كاترين السيانيّة حضور الله وتجلّيه في حياتها وامتلكت مفاتيح الصلاة الخمسة للاتحاد به. 

اليوم، نطلب شفاعتها مردّدين كلمات البابا فرنسيس: "ليساعد مثالها كلّ فرد منا كي يعرف أن يقرن بصدق مسيحي المحبّة العميقة للكنيسة والعناية الفعّالة لصالح الجماعة المدنيّة، ولا سيّما في زمن المحنة".


(تستمر القصة أدناه)

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته