البابا فرنسيس يزور ترييستي الإيطاليّة ويكتب عن أهمّية الديمقراطيّة

البابا فرنسيس يزور ترييستي الإيطاليّة البابا فرنسيس يزور ترييستي الإيطاليّة | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

يزور البابا فرنسيس اليوم مدينة ترييستي في شمال إيطاليا، وستكون زيارته الأخيرة قبل التوجّه إلى آسيا وأوقيانوسيا، حيث سيُجري أطول زيارة في حبريته، تشمل أربع دول في 12 يومًا.

سافر البابا فرنسيس بطائرة مروحيّة إلى ترييستي صباح اليوم، واستقبله رئيس مؤتمر الأساقفة الإيطاليين، الكاردينال زوبي. السبب الرئيس لرحلة الحبر الأعظم هو المشاركة في الأسبوع الاجتماعي الخمسين للكاثوليك الإيطاليين، إذ سيلتقي ممثلين مسكونيين ومهاجرين وطلّابًا جامعيين وأشخاصًا من ذوي الإعاقة.

وبمناسبة زيارته ترييستي، نشرت صحيفة إل بيكولو الإيطالية نصًّا للبابا فرنسيس، وهو مقدّمة لمختارات من خطاباته ورسائله بعنوان «في قلب الديمقراطية». وسيوزَّع الكتاب اليوم في ترييستي.

وكتب الأب الأقدس: «نجد في كلمة المشاركة المعنى الحقيقي لماهيّة الديمقراطيّة، وما يعنيه الوصول إلى قلب النظام الديمقراطي. في نظام دكتاتوري أو موجّه لا يشارك أحد، الجميع يشاهدون، بشكل سلبي. بينما الديمقراطيّة تتطلّب المشاركة، تتطلّب منّا أن نسهم بشيء من عندنا، أن نخاطر بالمواجهة، أن ندخل في المسألة بأفكارنا وأسبابنا الخاصّة. أن نخاطر. ولكنّ المخاطرة هي الأرض الخصبة التي تنبت منها الحريّة. بينما، على العكس، الوقوف على الحياد أمام ما يحدث من حولنا، ليس فحسب غير مقبول أخلاقيًا ولكنّه أيضًا، بشكل أناني، غير حكيم وغير مفيد».

البابا فرنسيس يزور ترييستي الإيطاليّة. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يزور ترييستي الإيطاليّة. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

ثمّ أضاف: «هناك كثير من القضايا الاجتماعيّة التي نحن مدعوون إلى التفاعل معها بشكل ديمقراطي: نفكّر في استقبال ذكي وإبداعي للأشخاص المهاجرين، بتعاون وتكامل، وهذه ظاهرة تعرفها ترييستي جيدًا بحكم قربها ممّا يسمى "طريق البلقان"؛ نفكّر في الشتاء الديموغرافي الذي يؤثّر الآن بشكل واسع على إيطاليا بأكملها، وبشكل خاصّ على بعض المناطق؛ نفكّر في اختيار سياسات حقيقيّة للسلام، التي تضع في المقام الأول فنّ التفاوض وليس خيار إعادة التسلّح. باختصار، هذا الاهتمام بالآخرين الذي يذكّرنا به يسوع باستمرار في الإنجيل كالموقف الحقيقي بأن نكون أشخاصًا».

وختم نصّه بوصفٍ للمدينة: «من ترييستي، المدينة المطلّة على البحر الأبيض المتوسط، بوابة للثقافات والأديان والشعوب المختلفة، رمز لتلك الأخوة الإنسانية التي نطمح إليها في هذه الأوقات المظلمة بالحرب، قد ينبعث التزام أكثر إقناعًا من أجل حياة ديمقراطيّة بمشاركة كاملة وتهدف إلى الخير العام الحقيقي».

يذكر أنّ البابا يوحنا بولس الثاني زار ترييستي عام 1992. وقال في خطابه: «ترييستي، كوني وطن الحوار، وروّجي بلا خوف وبروح حرة حضارة حقيقيّة وبنّاءة للحوار».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته