البابا فرنسيس في الجمعة العظيمة: "حوّل أيّها الآب قلوبنا المتمرّدة إلى قلبك"

البابا فرنسيس في رتبة درب الصليب وقد بدت وراءه صديقتان، إحداهما أوكرانيّة والأخرى روسيّة، حملتا الصليب في المحطّة 13 من الرتبة - Provided by: Vatican Media البابا فرنسيس في رتبة درب الصليب وقد بدت وراءه صديقتان، إحداهما أوكرانيّة والأخرى روسيّة حملتا الصليب في المحطّة 13 من الرتبة - Provided by: Vatican Media

ترأس البابا فرنسيس بعد ظهر يوم الجمعة العظيمة، رتبة آلام الربّ في بازيليك القدّيس بطرس في حاضرة الفاتيكان وسط حضورٍ كثيفٍ من المؤمنين. ويأتي ذلك الاحتفال هذا العام، مع سلسلة الاحتفالات الأخرى، بعد عامين على احتفالاتٍ دون مؤمنين أو ذات حضورٍ ضئيلٍ للمؤمنين، بسبب حالة الطوارئ التي فرضتها جائحة كورونا.

ومساء الجمعة، تقاطر الآلاف نحو المدرّج الروماني الكولوسيوم. اذ ترأس البابا هناك عند السّاعة التاسعة مساءً، بتوقيت روما، رتبة درب الصليب. بدأت الرتبة في رهبةٍ وخشوعٍ وفي محطّتها الثالث عشرة، حملت الصليب معًا صديقتان إحداهما روسيّة والأخرى أوكرانيّة تعملان معًا في مستشفى في روما.

خلال المحطّة الثالث عشرة لم يُتلَ أيّ تأمّل بل فُضِّل الصمت بعدما أثارت هذه المحطّة اعتراضًا واسعًا في الأيّام الأخيرة في أوكرانيا، اذ كانت مكتوبة من عائلتين معًا إحداهما أوكرانيّة والأخرى روسيّة وكان من المفترض أن تحمل هاتان العائلتان الصليب معًا. كان السفير الأوكرانيّ لدى الكرسي الرسولي، أندري يوراش، من جملة المعترضين في تغريدةٍ على تويتر، مُعتبرًا أنّ هناك صعوباتٌ لتحقيق هذه المبادرة وعواقبٌ مُحتملة لها.

كتبت تأمّلات درب الصليب الأربع عشرة، عائلات تمثّل أشكال اجتماعيّة عدّة بعدما كان البابا قد طلب أن تكتب عائلاتٌ هذه التأمّلات. فكتب المحطّات الأربع عشرة: عروسٌ وعريسٌ قد تزوّجا حديثًا، عائلةٌ مُرسلةٌ، عائلةٌ كبيرة العدد، عائلةٌ إحدى أطفالها من ذوي الحاجات الخاصّة، عائلةٌ تُدير مأوى، عائلة والدٍ مريضٍ، جدٌّ وجدّةٌ، عائلةٌ مُتبنيّةٌ، أرملةٌ عندها أطفالاً، عائلةٌ ابنها مُكرّس، عائلةٌ فقدت إحدى بناتها، عائلةٌ أوكرانيّةٌ وعائلةٌ روسيّةٌ، عائلةٌ مُهاجرة.

في آخر الرتبة، تلا البابا صلاةً وأعطى المؤمنين بركته الرسوليّة. هذا نصّ الصلاة، بحسب الترجمة الرسميّة إلى اللغة العربيّة الصادرة عن الفاتيكان:
«أيّها الآب الرّحيم، أنت الذي تُطلِع شمسَك على الأخيار والأشرار، لا تتخلَّ عن أعمال يديك، من أجلنا لم تتردّد أن تسلّم ابنك الوحيد، المولود من العذراء، ليُصلب على عهد بيلاطس البنطي، وليموت ويُدفَن في القبر في قلب الارض، ثم قام من بين الأموات في اليوم الثّالث، وظهر لمريم المجدليّة، ولبطرس، وسائر الرّسل والتّلاميذ، وهو حيٌّ دائمًا في الكنيسة المقدّسة، جسدِه الحيّ في العالم. أبقِ سراج الانجيل، مُضيئًا في عائلاتنا ليضيء على أفراحنا وأحزاننا، وتعبنا ورجائنا: ليظهر في كلّ بيت وجه الكنيسة، ولتكن شريعتها الأولى هي المحبّة. أفِضْ علينا روحك القدوس، وساعدنا لنتجرّد من الإنسان القديم، الذي أفسدته الأهواء الخدّاعة، وأعطنا أن نلبس الإنسان الجديد، الذي خلقْتَه أنت في البرّ والقدّاسة. أمسك بيدنا، مثل الأب، حتّى لا نبتعد عنك، وحوّل قلوبنا المتمرّدة إلى قلبك، حتّى نتعلّم أن نتبع مشاريع السّلام. اجعل المتخاصمين يتصافحون، ليفرحوا بالمغفرة المتبادلة، وانزع السّلاح من يد الأخ المرفوعة على أخيه، حتّى يزهر الوفاق حيث توجد الكراهية. لا تدعنا نتصرّف مثل أعداء صليب المسيح، كي نشارك في مجد قيامته. هو الحي المالك معك، في وحدة الرّوح القدس، إلى دهر الدُّهور. آمين».

 

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته