البابا فرنسيس: صنعُ السلام يتطلّب شجاعةً أكبر من خوض الحرب

البابا فرنسيس في خلال صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس اليوم البابا فرنسيس في خلال صلاة التبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس اليوم | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

أشار البابا فرنسيس ظهر اليوم، بعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، إلى المؤتمر الدولي في الأردن الذي سيُعقد هذا الأسبوع حول الوضع الإنساني في غزّة، والذي دعا إليه ملك الأردن ورئيس مصر والأمين العام للأمم المتّحدة. وأضاف: «أشكرهم على هذه المبادرة، وأشجّع المجتمع الدولي على التحرّك بشكل عاجل بمختلف الوسائل الممكنة لمساعدة سكّان غزة». كما تمنّى الحبر الأعظم وصول المساعدات الإنسانيّة إلى من يحتاجها، معتبرًا أنّه لا يمكن لأحد أن يمنع ذلك.

واستذكر الأب الأقدس أمس الذكرى العاشرة لدعوة السلام في الفاتيكان، والتي حضرها الرئيسان الإسرائيلي والفلسطيني. وأردف: «يشهد هذا اللقاء أنّ المصافحة ممكنة وأنّ صنع السلام يتطلّب شجاعة أكبر من خوض الحرب». ثمّ شجّع المفاوضات الجارية بين الأطراف. وتمنّى أن تُقبل على الفور مقترحات السلام لوقف إطلاق النار على جميع الجبهات ولتحرير الرهائن من أجل مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين.

وشدّد فرنسيس بعد صلاة التبشير على أهمية الحرّية الروحيّة التي يتمتّع بها المسيح. وشرح أنّ يسوع ترك أمان قريته، ليعتنق حياة فقيرة مليئة بالشكوك وليعالج المرضى مجّانًا وكلّ من يأتي طالبًا مساعدته، من دون أن يطلب شيئًا في المقابل. وعلى الرغم من دعوته كثيرين لاتباعه، لم يجبر أحدًا على ذلك، ولم يسعَ إلى دعم الأقوياء، بل كان دائمًا إلى جانب الضعفاء، معلّمًا تلاميذه أن يفعلوا الأمر نفسه. ولم يسعَ إلى الشهرة، لذا لم يتوانَ عن قول الحقيقة، حتى لو كان ذلك يعني عدم فهمه أو تحوّله إلى شخص غير شعبي، حتّى موته على الصليب، من دون أن يخاف أو يُشترى أو يُفسد من شيء أو أحد.

وأردف الحبر الأعظم: «كان يسوع رجلاً حرًّا. وهذا مهمّ بالنسبة إلينا أيضًا. فإذا تركنا أنفسنا نتأثر بالسعي وراء المتعة والسلطة والمال أو الموافقات، فإنّنا نصبح عبيدًا لهذه الأمور. لكن إذا سمحنا لحبّ الله المجّاني بأن يملأنا ويوسّع قلوبنا، وإذا سمحنا له بأن يفيض بشكل طبيعي لنعيد إعطاءه للآخرين، بكلّ ما نملك، بلا خوف أو تحسّب أو تأثير، فإنّنا ننمو في الحريّة وننشر رائحته الطيبة أيضًا من حولنا، في بيوتنا، وعائلاتنا، ومجتمعاتنا».

ثمّ دعا البابا فرنسيس إلى التساؤل: هل أنا شخصٌ حرّ؟ أم أنّني أدع نفسي تُسجن بأساطير المال والسلطة والنجاح، مضحّيًا بسلامي وسلام الآخرين؟ هل أنثر، في الأماكن التي أعيش وأعمل فيها، هواءً نقيًّا من الحرّية والصدق والعفوية؟ وختم: «لتساعدنا مريم العذراء على العيش والحبّ كما علّمنا يسوع، بحريّة أبناء الله».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته