البابا فرنسيس في عيد العنصرة: الروح القدس يخلق الانسجام

البابا فرنسيس يترأّس قدّاس العنصرة اليوم في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا فرنسيس يترأّس قدّاس العنصرة اليوم في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

شدّد البابا فرنسيس، ظهر اليوم بعد تلاوة صلاة «افرحي يا ملكة السماء» مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، على أنّ الروح القدس يخلق الانسجام في القلوب والأُسر والمجتمع والعالم بأسره. وذكر أنّه يفكّر في الأراضي المقدّسة وفلسطين وإسرائيل: «لعلّ الروح القدس يجلب للمسؤولين عن الأمم ولنا جميعًا القدرة على فتح أبواب السلام».

وقبل الصلاة، أشار الحبر الأعظم إلى صلاة يسوع في بستان الزيتون: «لتكن لا مشيئتي بل مشيئتك» (لوقا 22: 42)، وعلى الصليب: «يا أبت، اغفر لهم، لأنّهم لا يعلمون ما يفعلون» (لوقا 23: 34)، وأخيرًا، قبل أن يموت: «يا أبت، في يديك أستودع روحي» (لوقا 23: 46). وأوضح الأب الأقدس أنّ هذه الكلمات تعبّر عن مشاعر رائعة مثل المحبّة، والامتنان، والثقة، والرحمة. وذكر أنّ الروح القدس يكرّر هذه الكلمات في قلوبنا، ويجب أن نستمع إليه.

كما أبرز فرنسيس أهمّية تغذية أنفسنا بكلمة الله يوميًّا من خلال قراءة الكتاب المقدس وتأمّله، وحمله معنا في الإنجيل الصغير. وشدّد على أنّ الاستماع إلى كلمة الله يُسكت الثرثرة ويمنح المجال لصوت الروح القدس في داخلنا. واعتبر أنّ قراءة الإنجيل وتأمّله، والصلاة بصمت، وقول الكلمات الطيبة، ليست أمورًا صعبة بل يمكننا جميعًا أن نفعلها. ثمّ دعا إلى التساؤل: ما هي مكانة هذه الأفعال في حياتي؟ كيف يمكنني تطويرها لأكون أكثر استماعًا للروح القدس، ولأكون صداه للآخرين؟ وأضاف: «لتجعلنا مريم، الحاضرة في العنصرة مع الرسل، مطيعين لصوت الروح القدس».

البابا فرنسيس يتلو صلاة «افرحي يا ملكة السماء» مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا
البابا فرنسيس يتلو صلاة «افرحي يا ملكة السماء» مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

قدّاس العنصرة

كما شرح البابا فرنسيس، صباح اليوم في خلال قدّاس العنصرة في بازيليك القديس بطرس-الفاتيكان، إنجيل اليوم (أعمال الرسل 2: 1-11) الذي يُظهر مجالين لعمل الروح القدس في الكنيسة: في الفرد وفي الرسالة، بميزتين: القوّة واللطف. وأردف: «عمل الروح فينا قويّ، كما ترمز إليه علامتا الرياح والنار، اللتان كثيرًا ما ترتبطان في الكتاب المقدّس بقوّة الله. من دون هذه القوّة، لن نتمكّن أبدًا من هزيمة الشرّ، ولا التغلّب على رغبات الجسد التي يتحّدث عنها القديس بولس، التغلّب على تلك الدوافع النفسيّة: النجاسة، وعبادة الأوثان، والخلافات، والحسد». وأكّد أنّ بالروح القدس يمكننا التغلّب عليها، لأنّه يدخل قلبنا «الجاف والقاسي والبارد» ويشفي كلّ شيء.

وشدّد على أهمّية الأمل، وقال: «نحن بحاجة إلى الأمل، بحاجة إلى رفع أنظارنا نحو آفاق السلام والأخوّة والعدالة والتضامن. هذا هو الطريق الوحيد للحياة، لا يوجد طريق آخر. للأسف، لا يبدو الأمر سهلًا، وفي بعض الأحيان يكون مليئًا بالعقبات». ثمّ أضاف أنّنا لسنا وحدنا، إذ بمساعدة الروح القدس وبعطاياه، يمكننا أن نسلك هذا الطريق معًا وأن نجعله أكثر سهولة للآخرين.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته