البابا فرنسيس: الله لا يتخلّى أبدًا عن المسنّين

البابا فرنسيس يُصدر رسالة بعنوان: «لا تتركني في شیخوختي» بمناسبة اليوم العالميّ للأجداد والمسنّين في 28 يوليو/تمّوز المقبل البابا فرنسيس يُصدر رسالة بعنوان: «لا تتركني في شیخوختي» بمناسبة اليوم العالميّ للأجداد والمسنّين في 28 يوليو/تمّوز المقبل | مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

أكد البابا فرنسيس في رسالته لليوم العالمي للأجداد والمسنّين أنّ الله لا يتخلّى أبدًا عن أبنائه، حتّى لو أصبحوا طاعنين في السنّ وخارت قواهم. وفسّر أنّ الله لا يترك أيًّا من «صخوره»، وبخاصّة تلك «القديمة»، لأنّ عليها ترتكز الصخور «الحديثة» لتبني معًا هيكلًا روحيًّا.

وكان الأب الأقدس حدّد الأحد الرابع من شهر يوليو/تمّوز يومًا عالميًّا للأجداد والمسنّين. ويُحتَفَل هذا العام للمرّة الرابعة بهذا اليوم العالمي، الواقع في 28 يوليو/تمّوز المقبل.

الشيخوخة بركة

تأتي رسالة الحبر الأعظم لهذا العام بعنوان: «لا تتركني في شیخوختي» (راجع المزمور 71، 9). وفيها شرح فرنسيس أنّ الكتاب المقدّس بأسره يسرد محبّة الربّ الوفيّة. وأشار الأب الأقدس إلى أنّ المزامير مليئة بذهول الإنسان أمام الربّ. وقال إنّ الكتاب المقدّس يعتبر تقدّم الإنسان في السنّ علامة بركة من عند الربّ.

وذكر فرنسيس أنّ في بعض الدول، يجد المسنّون أنفسهم وحيدين لأنّ أبناءهم يضطرّون إلى الهجرة. كما سلّط الضوء على حالة الطاعنين في السنّ الموجودين في مناطق الحرب حيث يسود التخلّي والموت. ورفض البابا القول إنّ مصالح المسنّين تتعارض مع مصالح الشبيبة، كما لو أنّهم يسلبون الشبيبة، عبر حاجتهم إلى الرعاية الصحيّة، موارد يمكنها أنّ تؤمّن للشبيبة مستقبلًا أفضل.

وندّد الأب الأقدس بتهميش المسنّين، معتبرًا أنّه نتيجة خيارات سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة وشخصيّة. فلا تعترف هذه الخيارات بكرامة كلّ شخص بغضّ النظر عن ظروفه أو حالته.

التمثّل براعوت

استشهد الحبر الأعظم بسفر راعوت في العهد القديم. وفيه تطلب نُعْمي من كنّتيَها عُرفَة وراعوت المغادرة والعودة إلى بلدهما وعائلتَيْهما بعدما توفّي زوجاهما. واعتبر فرنسيس أنّ نُعْمي تميل، ككثيرين من مسنّي اليوم، إلى البقاء وحدها فلا تستطيع تخيّل مستقبل مختلف.

وفي القصّة، تغادر عُرفَة في حين تبقى راعوت مع نُعْمي. فاستنتج فرنسيس أنّ راعوت تعلّمنا عدم التخلّي عن الآخرين. وأشار إلى أنّه ليس مصادفة أن يكون المسيح قد أتى من نسل راعوت (راجع متّى 1: 5) وهو العمانوئيل، أي «الله معنا». ودعا فرنسيس إلى اتّباع خطوات راعوت في حرّيتها وشجاعتها وعدم الخوف من تغيير عاداتنا وتخيّل مستقبل مختلف لمسنّينا.

وعبّر الأب الأقدس عن امتنانه لكلّ الأشخاص الذي يعتنون بالمسنّين من خلال تضحيات كثيرة. ودعا إلى عدم حجب الحنان عن الأجداد والمسنّين في عائلاتنا. وطلب مواجهة الأنانيّة المؤدّية إلى التهميش والوحدة بانفتاح القلب والوجه البشوش القائل: «لن أتخلّى عنّك».

وأعلن البابا في الختام أنّه يعطي المسنّين بركته مؤكدًا صلاته لهم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته