رئيس أساقفة يغسل أرجل المؤمنين في السودان

غسل أرجل المؤمنين في السودان 3 غسل أرجل المؤمنين في السودان | Provided by: Francis Au Shakka/ACI MENA

      خميس الأسرار، غسل الأرجل، " ... من أراد أن يكون فيكم عظيما فليكن لكم  خادما ومن أراد أن يكون أولا فليكن لكم عبدا ..." متى ٢٠: ٢٥ – ٢٧

       في كاتدرائية القديس متى في العاصمة القومية الخرطوم، إحتفل بالذبيحة المقدسة عدد من الأباء الكهنة والرهبان، فبالرغم من الوعكة الصحية إلا أن الكاردينال قبريال زبير واكو (متقاعد) كان حاضرا مشاركا القداس من على المذبح المقدس وقد ترأس القداس رئيس الأساقفة الأسقف مايكل ديدي مشاركا إياه كل من الأب يوسف وليم الكمبونياني رئيس اللجنة التسييرية لسينودس الأساقفة ٢٠٢١ – ٢٠٢٣م، والأب د. خورخي نارانخو الكمبونياني وكيل كلية كمبوني للعلوم والتكنولوجيا والأب إيمانويل برنارندينو راعي الكاتدرائية. جميعهم جددوا وعودهم ككهنة مكرسين لرسالة الخلاص.

الأب يوسف وليم على اليمين، الأب خورخي نارانخو على اليسار ويتوسطهما رئيس الأساقفة، الأسف مايكل ديدي ومن خلفهم الكاردينال قبريال زبير واكو. Provided by: Francis Au Shakka/ACI MENA
الأب يوسف وليم على اليمين، الأب خورخي نارانخو على اليسار ويتوسطهما رئيس الأساقفة، الأسف مايكل ديدي ومن خلفهم الكاردينال قبريال زبير واكو. Provided by: Francis Au Shakka/ACI MENA

      تم إختيار ممثلي تلاميذ المسيح قبل أيام. فقد أحضر مركز العائلة المقدسة بقسميه العربي والانجليزي ٦ ممثلين، والكاتدارئية نفسها أحضرت ٦ شباب ممثلين القسم العربي والقسم الإنجليزي وبهذا يكون عددهم ١٢ تلميذا، ليمثلوا المؤمنين الذين يصلوا قداس الأحد باللغة والعربية والمؤمنين الذين يصلوا قداس الأحد باللغة الإنجليزية. إنه لتحدي أن تكون في نفس الكنيسة من يجيد لغة دون الأخرى. هذا التحدي كان دوما وما زال حله يمكن في راعي الكاتدرائية الذي يتم إخياره دائما بعناية تامة، روحانيا متحلي بثمار الروح القدس محبة، فرح، سلام، تعفف، وداعة، لطف، صلاح، إيمان وبالأخص الصبر. فقد وقع الإختيار لدورتين على الأب إيمانويل برنارندينو لشخصيته المتواضعه على الرغم من حصوله على دراسات عليا من الفاتيكان إلا أنه ينزل لاصغر مستوى.

غسل أرجل المؤمنين في السودان. Provided by: Francis Au Shakka/ACI MENA
غسل أرجل المؤمنين في السودان. Provided by: Francis Au Shakka/ACI MENA

         الكل كان يعتقد بأن الأب إيمانويل برنارندينو راعي الكاتدرائية هو من سوف يقوم برتبة غسل الأرجل ولكنه لم يكن ذاك الشخص. المؤمنون يهمسون من سوف يغسل الأرجل وفجأة أحضر المنديل لرئيس الأساقفة، حيث جاء وبكل تواضع بغسل أرجل التلاميذ بكل إبتسامة، الشئ الذي كان نقطة تحول للتلاميذ، كاسرا الكبرياء بفضيلة التواضع. وبعد الإنتهاء عانق رئيس الأساقفة مايكل ديدي التلاميذ واحدا تلو الأخر محيهم  مباركهم. عن حق كان هذا مشهد يشعل نار المحبة من جديد، مشهد يذكرنا بعيش الكلمة، أنشودة المحبة (من رسالة القديس بولس الأولى إلى أهل كورنثوس، الفصل13)
١- لو كُنتُ أنطقُ بألسنة الناسِ والملائكةِ، ولم تكُن فيَّ المحبة، فإنما أنا نُحاسٌ يطنّ، أو صنجٌ يرن. ٢- ولو كانت لي النبوءة، وكنتُ أَعلمُ جميع الأسرار والعلمِ كله، ولو كان لي الإيمان كله حتى أنقل الجبال، ولم تكُن فيَّ المحبة، فلستُ بشيء. ٣- ولو بَذلتُ جميع أموالي لإطعام المساكين، وأسلمتُ جسدي لأُحرق، ولم تكُن فيَّ المحبة، فلا أنتفعُ شيئاً. ٤- المحبةُ تتأنّى وتَرفُق. المحبة لا تحسُد، ولا تتَباهى، ولا تَنتفخ، ٥- ولا تأتي قَباحة، ولا تلتمسُ ما هو لها، ولا تحتَدّ، ولا تظنُّ السوء، ٦- ولا تَفرحُ بالظلم، بل تفرحُ بالحقّ، ٧- وتحتملُ كلّ شيء، وتصدّق كلّ شيء، وتَرجو كلّ شيء، وتصبِرُ على كلّ شيء.
٨- المحبةُ لا تسقطُ أبداً. أما النبوءاتُ فستُبطَل، والألسنةُ تَزول، والعلمُ يُبطل.
٩- فإنّا نَعلم علماً ناقصاً، ونتنبأُ تنبؤاً ناقصاً، ١٠- فمتى جاء الكاملُ يبطلُ الناقص. ١١- إني لمّا كُنتُ طفلاً كُنتُ أنطقُ كالطفل، وأعقِلُ كالطفل، وأفكرُ كالطفل، فلما صرتُ رجُلاً أبطلتُ ما هو للطفل، ١٢- لأننا الآن ننظرُ في مرآةٍ على سبيل اللغز، أما حينئذٍ فوجهاً إلى وجه. إني أعلمُ الآن علماً ناقصاً، أما حينئذٍ فسأَعلَم كما عُلِمتُ. ١٣- والذي يثبتُ الآن هوَ الإيمانُ والرجاءُ والمحبةُ. هذهِ الثلاثةُ وأعظمهنَّ المحبة.

    إختبر المؤمنين هذه الأيات السالفة الذكر في قداس خميس الأسرار. خرج الكل بعد إنتهاء القداس وهو يفكر كيف أعيش فضيلة التواضع وسط بيئة صار المتواضع فيها يسمى ضعيفا والمتسامح يسمى جبانا. ثوار الثورة السودانية بمن فيهم المسيحيون هل سوف يستمرون مطالبين بحكم القصاص، الدم بالدم مثل بقية الثوار أم سوف يكونوا ملح ونور لبقية الثوار، أن يكونوا سبب للحلال السلام وللعفو والمسامحة والغفران من جميع الأطراف للذين تبدلت حياتهم بسبب او بأخر، للذين فقدوا عزيز وغالي، للذين قصت قلوبهم وتحجرت حتى تعود مرة أخرى حية ولتحيا عظامهم بالروح القدس. درس فضيلة التواضع، المحبة العظمى يجب أن تتجلى في شعار الثورة السودانية، حرية، سلام وعدالة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته