البابا فرنسيس: الخوف عدوّ الإيمان

البابا فرنسيس في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة التي احتضنتها قاعة بولس السادس-الفاتيكان البابا فرنسيس في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة التي احتضنتها قاعة بولس السادس-الفاتيكان | مصدر الصورة: إليزابيت ألفا/آسي مينا

أكّد البابا فرنسيس صباح اليوم، في المقابلة العامّة الأسبوعيّة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس-الفاتيكان، أنّ العدوّ الأكبر للإيمان ليس الذكاء أو العقل، بل ببساطة الخوف. لذا، يُعدّ الإيمان أول هبة يجب استقبالها في الحياة المسيحيّة. وقال: «هي هبة يجب قبولها وطلبها يوميًّا، كي تتجدّد فينا. قد تبدو هبة صغيرة، ولكنّها الأساسيّة».

وتابع الحبر الأعظم سلسلة التعليم في الرذائل والفضائل. فتحدّث عن فضيلة الإيمان التي تُعدّ، إلى جانب الحبّ والأمل، «لاهوتيّة» لأنّه لا يمكن عيشها إلا بفضل هبة الله. والفضائل اللاهوتيّة الثلاث هي الهدايا الكبيرة التي يقدّمها الله لقدرتنا الأخلاقيّة.

وأضاف: «من دونها، قد نكون حذرين وعادلين وأقوياء ومعتدلين، لكنّنا لن نمتلك عيونًا ترى حتى في الظلام، ولن يكون لدينا قلب يحبّ حتى عندما لا يُحبّ، ولن نمتلك أملًا يجرؤ على الرجاء رغم كلّ شيء».

ثمّ شرح فرنسيس أنّ الإيمان هو الفعل الذي يتخلّى به الإنسان عن نفسه لله بحرّية. وأعطى مثال موسى الذي استقبل صوت الله حتّى عندما كادت الشكوك تزعزعه، واستمرّ في الثبات بالربّ والثقة به.

كما ذكر مريم العذراء التي استقبلت إعلان الملاك، في حين كان كثيرون سيرفضونه لأنّه مليء بالتحدّيات والمخاطر، فأجابت: «أنا أمة الربّ، فليكن لي بحسب قولك» (لوقا 1: 38). بقلب مليء بالثقة بالله، انطلقت مريم في طريق لا تعرف مسارها ولا أخطارها.

البابا فرنسيس في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة التي احتضنتها قاعة بولس السادس-الفاتيكان. مصدر الصورة: إليزابيت ألفا/آسي مينا
البابا فرنسيس في خلال المقابلة العامّة الأسبوعيّة التي احتضنتها قاعة بولس السادس-الفاتيكان. مصدر الصورة: إليزابيت ألفا/آسي مينا

وشدّد الأب الأقدس على أنّ الإيمان هو الفضيلة التي تجعل المرء مسيحيًّا. وأردف: «أنّ تكون مسيحيًّا لا يعني في المقام الأول قبول ثقافة بقيمها المصاحبة، بل استقبال الرابط الذي يجمعك بالله وحفظه...».

كما ذكّر بحادثة من الإنجيل عندما كان تلاميذ يسوع يعبرون البحيرة وفوجئوا بعاصفة. ظنّوا أنّ بإمكانهم التغلّب عليها بقوّة أذرعهم وموارد خبرتهم، لكنّ القارب بدأ يمتلئ بالماء واستولى عليهم الذعر. لم يدركوا أنّ الحلّ كان أمام أعينهم: يسوع كان هناك معهم على القارب، وسط العاصفة، وكان نائمًا. عندما أيقظوه، خائفين وغاضبين لأنّه تركهم يموتون، عاتبهم يسوع: «لماذا أنتم خائفون؟ أليس لديكم إيمان؟».

وفي ختام كلمته قال البابا  فرنسيس إنّ من يمتلك إيمانًا، تسكنه قوة ليست إنسانيّة فحسب: «الإيمان يشغل النعمة فينا ويفتح العقل لسرّ الله».  وطلب من الحاضرين أنّ يرددوا معه: «يا ربّ، زد إيماننا!». كما دعاهم إلى الصلاة من أجل السلام الحقيقي في الشرق الأوسط والعالم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته