رمزية زيارة سبع كنائس في خميس الأسرار

صمد القربان المقدس زيارة السبع كنائس خميس الاسرار | Provided by madonna Ewaz aci Mena

اعتاد المؤمنون في العالم أجمع زيارة سبع كنائس في يوم خميس الأسرار كتقليد أساسي ومهم لدرجة عالية حيث تقوم كل عائلة مع أولادها بزيارة الكنائس التي تقوم بصمد القربان المقدس لكن عدداً لا بأس به من الناس لا يدرك الدافع الديني الحقيقي لهذه الزيارة فليس هناك وثائق تاريخية تشير لرمزية زيارة سبع كنائس بل هو تقليد قديم متوارث. 

عندما كان المسيحيون مضطهدين في عهد الامبراطورية الرومانية، كان لديهم سبعة مدافن خارج أسوار روما، وبعد اعتناق الإمبراطور قسطنطين ​المسيحية​، شيدت والدته القديسة هيلانة كنيسة على كل مدفن وكانت الكنائس تقوم بصمد القربان يوم خميس الأسرار كتذكار للإفخارستية في العشاء السري. ثم بدأ المؤمنون بزيارة القربان المقدّس مساء يوم خميس الأسرار حيث يُصمد في كلٍّ كنيسة من الكنائس السبع (كنيسة مار بطرس الفاتيكان، كنيسة مار بولس، كنيسة مريم العظمى، كنيسة مار يوحنا لاتران، كنيسة الشماس الشهيد لورانس، كنيسة القديس سباستيان، كنيسة الصليب المقدس حيث توجد بقايا من صليب السيد المسيح ولص اليمين). 

من ثم صادقت الكنيسة الأولى برأس أحبارها على منح كل مؤمن يقوم بزيارة أعتاب الكنائس السبع، النعمة الإلهية للغفران الكامل عن الخطايا بعد القيام بالواجبات الروحية ومنها عيش سرّ التوبة. فزيارة 7 كنائس تجعل المؤمن يتحد بالمسيح ويعيش آلامه من خلال التأمل والسجود أمام القربان وهي علامة وحدة الإيمان وعيش اللقاء بالقربان والتشديد على التأمل بآلام المسيح وتكريمها.

منح قداسة البابا غريغوريوس الكبير غفران كاملاً لكل من يزور هذه الكنائس السبع يوم خميس الأسرار وعمّم ذلك قداسة البابا غريغوريوس الثالث عشر.

- تكلم قداسة البابا كسيستيوس عن المعنى الرمزي للزيارة، مستوحياً الكنائس السبع من سفر الرؤيا.
- منح قداسة البابا بيوس الحادي عشر عام 1935 الحجاج غفراناً كاملاً (داخل وخارج روما).
- ذكر البابا يوحنا الثالث والعشرون أهمية ممارسة هذه العبادة في افتتاحه للسينودوس عام 1960.
جاء هذا كله دون وجود وثائق تاريخية تشير إلى رمز أو معنى هذه الزيارة إلاّ ما نأخذه من الإنجيل المقدّس كمراحل تنقّل يسوع المسيح السبعة ليلة آلامه: من العلية إلى بستان الزيتون عندما ركع وصلى لله الآب، ثم من البستان إلى حنّان، ومن حنّان إلى قيافا رئيس الكهنة آنذاك، ثم رابعاً من قيافا إلى بيلاطس، ومن بيلاطس إلى هيرودوس، ومن هيرودوس إلى بيلاطس ثانية وسابعاً عند بيلاطس حيث تم جلد السيد المسيح ومحاكمته أمام الشعب وإطلاق باراباس بدلاً عنه ومن ثم التوجه إلى الصلب.  كذلك إن رقم "7" هو رقم الكمال وهذا مستمد من الكتاب المقدس، كما أن أسرار الكنيسة هي سبعة وهي منبع الحياة الروحية. 

إن امتداد هذه الروحانية لدى المؤمنين في يومنا هذا تُثبت مدى إيمانهم بالقربان المقدّس، وعمله، وتأثيره، وفعاليّته في منح الغفران الكامل، لذلك نذكر القديس فيليب دي نيري أول من قام بزيارة سبعة كنائس ليعطينا ميراث هذا التقليد الروحي المميز.

بالختام إن أسبوع الآلام وبخاصة خميس الأسرار لم يكن يوماً عادياً في تاريخ الدين المسيحي، فهو مهّد لخلاص البشرية وأعطى الكنيسة أعظم أسرارها: سر الفداء والخلاص المتمثل في الإفخارستية وسر الكهنوت. في هذه الليلة نسهر مع المسيح في القربان المقدس لنذكر أن يسوع بقي ساهراً في تلك الليلة ونتذكر آلامه للسير معه في الطريق نحو الجلجلة، وحمل الصليب واكليل الشوك فالصلب بالمسامير والجنب المطعون فالقيامة باليوم الثالث كما جاء في الكتب. لنكون دائماً زواراً وشهوداً لحضور المسيح في القربان المقدّس في كنائسنا الشاهدة لحضور الله في قلب العالم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته