مَنْع قسّ إنجيليّ من المناولة... أسقف كركوك للكلدان يشرح

مَنع قسّ بروتستانتيّ من تناول القربان المقدّس في خلال ذبيحة إلهيّة في كاتدرائيّة قلب يسوع الأقدس الكلدانيّة-كركوك، العراق مَنع قسّ بروتستانتيّ من تناول القربان المقدّس في خلال ذبيحة إلهيّة في كاتدرائيّة قلب يسوع الأقدس الكلدانيّة-كركوك، العراق | مصدر الصورة: فيديو الرسامة الكهنوتيّة للشمّاس الإنجيليّ سامر يوسف هندو-صفحة «رئاسة أبرشيّة كركوك والسليمانيّة للكلدان» في فيسبوك

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي أخيرًا بحادثةٍ وقعت في كنيسة كلدانيّة كاثوليكيّة في محافظة كركوك، شماليّ العراق. فهاجم متابعون كثيرون كاهنًا كاثوليكيًّا مَنَعَ قسًّا إنجيليًّا من تناول القربان المقدّس في خلال قدّاس بكاتدرائيّة قلب يسوع الأقدس. واستنكر المهاجمون المنع، وعدّوه إساءةً للأخوّة المسيحيّة وتمزيقًا لجسد المسيح الواحد.

فردّ المطران يوسف توما، راعي أبرشيّة كركوك والسليمانيّة الكلدانيّة، المتخصِّص في لاهوت الكنيسة، عبر «آسي مينا» على هذه الاتّهامات.

ضرورة فهم السرّ

بيّن توما أنّ عدم إدراك الفرق بين الهويّة المسيحيّة والانتماء إلى جماعة بعينها تعدّ نفسها مسيحيّة لكنّها مختلفة في الجوهر ومنقطعة عن المشاركة في الحوار المسكونيّ، يسبّب إشكاليّة واضحة. وأشار الأسقف إلى ضرورة امتلاك المشاركين في تقديس الأسرار الفهم نفسه في ما يخصّها. فالقدّاس الكلدانيّ، حتى وقت قريب، كان يتضمّن ترتيلة: «الذي لم يعتمد، فليذهب. الذي لم يتقبّل رسم الحياة، فليذهب. الذي لا يتناول، فليذهب».

المطران يوسف توما. مصدر الصورة: المطران يوسف توما
المطران يوسف توما. مصدر الصورة: المطران يوسف توما

وأعرب توما عن أسفه لاكتفاء جماعات مسيحيّة بالمعموديّة، غير معترفةٍ بمفهوم الأسرار. «فهؤلاء لا يعتبرون القربان سرًّا مقدّسًا بل مجرد ذكرى للعشاء الأخير. فلماذا يتقدّم للمناولة شخص ينتمي إلى جماعة لا تعترف بسرّ القربان المقدّس ولا تفهم معناه الجوهريّ؟ الأفضل أن يفهم السرّ المقدّس ويعترف به، ثم يقترب ليتناوله»، على حد قول المطران.

المنع ليس قرارًا شخصيًّا

أكّد توما أنّ الفهم والقبول مهمّان للتناول. لذا «يقول الكاهن: "جسد المسيح ودمه". فيجيب المتناول المؤمن: "آمين". أمّا من لا يعدّه كذلك، فلا يحقّ له مشاركتي في ما أعتبره أساسيًّا وجوهريًّا في إيماني الكاثوليكيّ».

واستدرك المطران أنّ الحوار المسكونيّ تطرّق إلى مفهوم «الضيافة الإفخارستيّة» التي تسمح لمؤمني كنائس لديها المفهوم نفسه حول الأسرار بأن يتناولوا في الكنائس الكاثوليكيّة، خصوصًا إذا لم يتوفّر كاهن من كنائسهم.

من الذبيحة الإلهيّة التي مُنِعَ فيها قسّ بروتستانتيّ من تناول القربان المقدّس. مصدر الصورة: صفحة «رئاسة أبرشيّة كركوك والسليمانيّة للكلدان» في فيسبوك
من الذبيحة الإلهيّة التي مُنِعَ فيها قسّ بروتستانتيّ من تناول القربان المقدّس. مصدر الصورة: صفحة «رئاسة أبرشيّة كركوك والسليمانيّة للكلدان» في فيسبوك

وشدّد توما على أنّ عدم إعطاء القربان لشخص لا يؤمن به ليس قرارًا شخصيًّا للكاهن، بل قرار الكنيسة الكاثوليكية. ويُلاحظ كيف يضع كثيرون من غير المعمّدين أو غير المؤهّلين للتناول أذرعهم على صدورهم بشكل صليب في إشارة إلى عدم أحقّيتهم بالمناولة ويكتفون بقبول البركة.

من لا يؤمن بالقربان لا يستحقّه

استغرب توما استياء بعضهم وتعليقهم بأن لا فرق بين الإخوة. وشرح أنّنا جميعًا إخوة ولا فرق بيننا بالتأكيد من المنظور الاجتماعي، أمّا لجهة إيماننا فعلينا الرجوع إلى الإنجيل وتتبّع أقوال بولس الرسول. فقد دأب بولس على توبيخ مسيحيّين كثيرين كانوا يحضرون العشاء الربّانيّ وكأنّه مناسبة اجتماعيّة للأكل.

وخَلصَ توما إلى القول: «جذور مفاهيمنا الإيمانيّة تعود إلى الإنجيل. فلماذا يستاء الذين نطالبهم بتوضيح مفاهيمهم حول ما نعدّه جوهريًّا في إيماننا؟». وختم: «القربان المقدّس يُعطى للمؤمنين على أنّه جسد المسيح ودمه، هو الحاضر معنا من خلاله، ومن لا يؤمن به لا يستحقّه».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته