«مبارَكَة بالسرطان»... امرأة مدافعة عن الحياة تدخل عالم الخلود

جيسيكا حنّا مع ابنها توماس سولاناس جيسيكا حنّا مع ابنها توماس سولاناس | مصدر الصورة: جيسيكا حنّا

رغم خسارتها المعركة ضد السرطان، ربحت الكاثوليكية الملتزمة جيسيكا حنّا أبديتها. فقد رحلت إلى العالم الآخر، بعد معركة طويلة مع المرض الخبيث خاضتها متسلِّحةً بالحب والرجاء في الربّ.

لطالما كانت حنّا مصدر إلهام وتشجيع للآلاف في خلال مسيرتها نحو الأبديّة. وحفلت صفحتها على إنستغرام، المعنونة «مباركة بالسرطان»، برسائل الفرح والرجاء رغم المعاناة.

كانت حنّا، المدافعة المتحمّسة عن قيم الحياة، أوضحت في لقاءٍ سابق مع أخبار الشبكة التلفزيونية للكلمة الأزليّة، «إي دبليو تي إن نيوز»، خصوصيّة حالتها. وقالت إنّها رفضت بشكل قاطع نصيحة الأطباء بإجراء عمليّة إجهاض لجنينها عقب تشخيص إصابتها بسرطان الثدي في مراحل متقدّمة، عندما كانت حاملًا في الأسبوع الرابع عشر بطفلها الرابع عام 2020.

جيسيكا حنّا مع زوجها وأطفالها الأربعة. مصدر الصورة: جيسيكا حنّا
جيسيكا حنّا مع زوجها وأطفالها الأربعة. مصدر الصورة: جيسيكا حنّا

دأبت حنّا على الصلاة للأب الطوباوي سولانوس كايسي، في مدينة ديترويت، مسقط رأسها، عقب جلسات العلاج الكيميائي. فطلبت شفاعته لنيل أعجوبة شفائها ولكي يولد جنينها سليمًا معافًى. واختارت الخضوع لعلاج كيميائيّ معدَّل لا يُعرّض جنينها للخطر، على مثال شفيعتها القديسة جيانا بيريتا مولا المشخَّصة هي الأخرى بمرض هدّد حياتها في خلال الحمل.

بعد الولادة، أشارت فحوص جيسيكا إلى شفائها التام. فسمّت ابنها توماس سولانوس وضُمَّ ملفّها إلى دعوى إعلان قداسة الطوباوي كايسي. لكنّ المرض عاودها بعد أشهر عدّة.

واصلت حنّا دفاعها عن الحياة وعيش إيمانها الراسخ بشكل حقيقيّ. فأنشأت حسابًا على وسائل التواصل الاجتماعي لتشارك خبرتها مع أصدقائها فيكوّنوا معًا جماعة صلاة تقدّم في خلالها معاناتها من أجلهم.

آمنت جيسيكا بأنّ أيّ معاناة لا ينبغي أن تذهب سدى. فوضعت ثقتها التامّة بالله وشرحت حينها أنّ ذلك يعني «التخلّي عن جميع رغباتك... والذهاب إلى أقدام الصليب، والسماح له بالاعتناء بالأمر برمّته». وذلك مهما كانت النتيجة الأخيرة، سواء كانت النهاية أن يظهر للناس كيف يموتون شاكرين نعمة الله ورحمته، أم أن تحصل معجزة شفاء باهرة.

ولخّصت حنّا نصائحها للنساء اللواتي يجدنَ أنفسهنَّ في مواقف عسيرة مماثلة بالبحث عن خيارات طبّية مختلفة قبل اتخاذ قرار مصيريّ. وحضّتهنّ على اللجوء إلى السيدة العذراء، فهي أمّ اختبرت معنى الحزن المتعلِّق بابنها والخوف عليه. وشجّعتهنّ على توحيد آلامهنّ بصليب المسيح.

وكانت جيسيكا نشرت يومًا على صفحتها أنّ المحكومين بالموت بسبب مرض عضال يُسألون عن وجبتهم الأخيرة المشتهاة. فأجابت بإلهام: «الأمر بدَهيّ، بالنسبة إليّ، وجبتي الأخيرة ستكون وليمة الحمَل القربان المقدس».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته