البابا فرنسيس في عيد الفصح: السلام يُبنى بمدّ الأيدي وفتح القلوب

البابا فرنسيس يمنح مدينة روما والعالم بركة عيد الفصح السنويّة من الشرفة المركزيّة لبازيليك القدّيس بطرس، الفاتيكان البابا فرنسيس يمنح مدينة روما والعالم بركة عيد الفصح السنويّة من الشرفة المركزيّة لبازيليك القدّيس بطرس، الفاتيكان | مصدر الصورة: بابلو إسبارزا/آسي مينا

شدّد البابا فرنسيس على أنّ السلام لا يُبنى أبدًا بالأسلحة، بل بمدّ الأيدي وفتح القلوب.

جاء ذلك في رسالة منحه روما والعالم بركة عيد الفصح السنويّة المعروفة بـ«بركة مدينة روما والعالم» ظهر اليوم من الشرفة المركزية لبازيليك القديس بطرس-الفاتيكان. وحضر لبنان وسوريا والأراضي المقدّسة في عمق رسالته.

عن لبنان، قال الحبر الأعظم: «أنظر اليوم بشكل خاصّ إلى لبنان الذي يعاني منذ فترة جمودًا سياسيًّا وأزمة اقتصاديّة واجتماعيّة عميقة، تفاقمت الآن بالأعمال العدائيّة على الحدود مع إسرائيل. ليعزِّ القائم من بين الأموات الشعب اللبناني العزيز ويدعم البلاد كلّها في رسالتها لتكون أرض لقاء وتعايش وتعدّدية».

البابا فرنسيس يترأّس قدّاس الفصح في ساحة القدّيس بطرس، الفاتيكان. مصدر الصورة: بابلو إسبارزا/آسي مينا
البابا فرنسيس يترأّس قدّاس الفصح في ساحة القدّيس بطرس، الفاتيكان. مصدر الصورة: بابلو إسبارزا/آسي مينا

وذكر فرنسيس سوريا التي تعاني منذ أربعة عشر عامًا عواقب حرب طويلة ومدمّرة، قائلًا: «كثيرون من القتلى والأشخاص المفقودين والذين يقاسون الفقر الشديد والدمار ينتظرون إجابات من الجميع، بما في ذلك من المجتمع الدولي».

وجدّد دعوته لضمان إمكانيّة الوصول إلى المساعدات الإنسانيّة في غزّة، مطالبًا مرّة أخرى بالإفراج السريع عن الرهائن وبوقف فوريّ لإطلاق النار.

وصلّى الحبر الأعظم كي يفتح المسيح القائم من بين الأموات طريق السلام للشعوب المعذّبة في إسرائيل وفلسطين وأوكرانيا. ودعا إلى احترام مبادئ القانون الدولي، متمنّيًا إرساء تبادل عامّ لجميع الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.

ولم تغب أرمينيا وأذربيجان عن رسالة فرنسيس. فشجّع على الحوار بين الدولتين كي تتمكّنا، بدعم من المجتمع الدولي، من مساعدة النازحين واحترام أماكن العبادة للديانات المختلفة والتوصّل في أقرب وقت ممكن إلى اتّفاق سلام نهائي.

البابا فرنسيس يترأّس قدّاس الفصح في ساحة القدّيس بطرس، الفاتيكان. مصدر الصورة: بابلو إسبارزا/آسي مينا
البابا فرنسيس يترأّس قدّاس الفصح في ساحة القدّيس بطرس، الفاتيكان. مصدر الصورة: بابلو إسبارزا/آسي مينا

وطالب الأب الأقدس بإحلال السلام في البلدان التي تعاني أزمات مختلفة مثل ميانمار والكونغو وهايتي والسودان وغيرها من الدول. وشجّع كلّ من يضطلعون بمسؤوليات سياسيّة على بذل جهود أكبر في محاربة «وباء الاتّجار بالبشر»، لتفكيك شبكات الاستغلال وتحرير الضحايا.

وفي ختام كلمته قال البابا فرنسيس: «ليجعل القائم من بين الأموات نوره يشعّ على المهاجرين وعلى الذين يمرّون بفترة من الصعوبات الاقتصاديّة، مقدّمًا لهم العزاء والأمل في لحظات الحاجة».

كما ذكّر المؤمنين بحبّ الله اللامحدود لكلّ واحد منهم: حبّ يتجاوز كلّ حدّ وكلّ ضعف. وقبل البركة، ترأّس الحبر الأعظم قدّاس الفصح في ساحة القديس بطرس المُزَيَّنة بالزهور بحضور حشودٍ من المؤمنين.

البابا فرنسيس يترأّس قدّاس الفصح في ساحة القدّيس بطرس، الفاتيكان. مصدر الصورة: بابلو إسبارزا/آسي مينا
البابا فرنسيس يترأّس قدّاس الفصح في ساحة القدّيس بطرس، الفاتيكان. مصدر الصورة: بابلو إسبارزا/آسي مينا

الذبيحة الإلهيّة في العشيّة الفصحيّة

ترأّس البابا فرنسيس مساء السبت قدّاسًا احتفاليًّا في بازيليك القديس بطرس-الفاتيكان بمناسبة العشية الفصحية وقال: «يسوع هو فصحنا، هو الذي ينقلنا من الظلمة إلى النور». وشدّد على أنّ مع المسيح لا يستطيع أيّ صخر أن يخنق قلوبنا ولا أيّ قبر أن يحبس فرحة العيش، ولن يتمكّن أيّ فشل من أن يأسرنا في زنزانة اليأس. وأضاف: «لنرفع أبصارنا إليه ونطلب منه أن تُزيل قوّة قيامته الأحجار التي تُثقل أرواحنا».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته