بيتسابالا في قدّاس خميس الأسرار: نستمرّ في عبور ليالي الحياة

بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا | مصدر الصورة: البطريركيّة اللاتينيّة-القدس

أعلن بطريرك القدس للاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا صباح اليوم في قداس خميس الأسرار: «نحن هنا لأنّنا نريد أن نستمر في كوننا، على الرغم من التعب والضياع، مسيحيين وكهنة فصحيين، قادرين على عبور الألف ليلة وليلة من ليالي الحياة والعالم».

ورأى أنّ المسيحيّين يريدون أن يكونوا «مجازفين وراء خطوات المعلّم، مشاركين قصده، وقادرين معه على محبّة أعظم، وباذلين أنفسهم حتى النهاية بثقة وأمل في الله الذي يُحيي الموتى». فقد ترأّس بيتسابالا الذبيحة الإلهيّة في كنيسة القيامة بمدينة القدس. وشاركت في القداس مجموعة من المطارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، إلى جانب مؤمنين تغلّبوا على الصعوبات والحواجز ليكونوا جزءًا من هذه اللحظات المقدّسة.

أشهر رهيبة

قال الكاردينال في عظته، إنّه سمع مرارًا في هذه الأيام عبارة «استعدّوا لفصح صعب!». وذلك في إشارة إلى «الأشهر الرهيبة التي نعيشها هنا في الأراضي المقدسة، وإلى المحنة الشديدة التي يتعرض له إيماننا ورجاؤنا، وعيشنا المشترك، وحتى الأخوّة الكنسية نفسها. هذه العبارة هي أيضًا وسيلة للتعبير عن التفهّم والمشاركة والتقارب والتضامن».

وأعرب بيتسابالا عن شكره للذين دعموا الأراضي المقدسة في تلك الأشهر، بصلواتهم وسخائهم العملي ولا يزالون يقدّمون دعمهم، بدءًا من قداسة البابا.

اجتياز الليل بمزيد من الحُبّ

أوضح بيتسابالا أنّ الظروف الراهنة لعيد الفصح ليست مختلفة كثيرًا عن ظروف العيد في زمن المسيح. وأشار إلى أنّ الرغبة في السلام اليوم تختلط بالحاجة إلى الانتصار، ما يجعل الاحتفال بالعيد صعبًا. وأكّد أنّ الألم والحزن يغلبان على الأفراد، ما يجعلهم يسعون إلى السلام الزائف فيفقدون القدرة على التألّم لألم الآخرين.

وأكّد الكاردينال أنّ مشاعر العنف والرفض تؤدي إلى الموت. وشدّد على أنّ اجتياز الليل بمزيد من الحبّ والإيمان والأمل والعطاء والمغفرة بلا كلل أو ملل، هو الطريق الحقيقي إلى الحياة.

القيامة تتطلّب الموت مع المسيح

رأى بيتسابالا أنّ «من الصعب أن نكون مسيحيّي الفصح، أي أبناء القيامة. فالاحتفال بفصح المسيح، في الواقع، يتضمّن المشاركة فيه، وجعله جزءًا منّا: المسيح فصحنا! ولكنّ القيامة معه تتطلّب النزول معه. والموت مع المسيح ليس بالأمر السهل».

يُذكَر أنّ في خلال القداس، كُرِّسَت الزيوت المقدّسة المُستخدمة طوال العام في الأسرار المقدّسة. كما أُقيمت رتبة غسل الأرجل. وتتذكّر الكنيسة اليوم عشاء الربّ الأخير، عندما تناول يسوع المسيح آخر وجبة له مع تلاميذه قبل صلبه.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته