رسالة من الراعي إلى الكهنة: الكهنوت مسؤوليّة ثقيلة

البطريرك المارونيّ الكاردينال بشارة بطرس الراعي البطريرك المارونيّ الكاردينال بشارة بطرس الراعي | مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة-بكركي

أعلن البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أنّ الكهنوت ليس منّا، و«لا طوع إرادتنا ورغبتنا. بل هو هبة ثمينة مجّانية من قلب المسيح الذي يأتمننا عليها، فتصبح مسؤولية ثقيلة لأنّنا قبلناها بحرّيتنا وبفعل حبّ».

جاء كلام الراعي في رسالة وجّهها إلى الكهنة لمناسبة خميس الأسرار بعنوان: «أَحَبَّهم إلى الغاية». هنّأ البطريرك المطارنة والكهنة الأبرشيين والرهبان بعيد تأسيس الكهنوت، و«بنظرة الحبّ الخاصة التي بها دعا المسيح الربّ» كلّ واحد منهم.

وشرح الراعي أنّ يسوع في عشائه الفصحي الأخير مع تلاميذه الاثني عشر، قبل آلامه وموته على الصليب: «أحبّ خاصّته الذين في العالم، أحبّهم إلى الغاية». ومن «فيض هذا الحبّ أسّس [يسوع] سرَّي القربان والكهنوت من أجل استمراريّة ذبيحة ذاته لفداء العالم، ووليمة جسده ودمه للحياة الإلهية فينا».

وأضاف أنّ الكهنوت وُلد من فيض الحبّ الإلهي ومنه يتغذّى وينمو. وفسّر أنّ المسيح أقام الكهنة خدّام كنز جسده ودمه بنعمة الكهنوت. وأشار إلى أنّ الكهنة ليسوا في هذه الخدمة «مجرّد آلة أو عبّارة تمرّ من خلالها النِّعم الإلهية من دون أن نتقدّس بها. فالأرض التي تتقبل المطر ترتوي منه وتنقله إلى سواها».

واعتبر البطريرك أنّ الكهنة يبنون جسد المسيح السرّي مع المؤمنين في أبرشياتهم ورعاياهم. ورأى أنّ الكهنة أجابوا يسوع بحبّ في يومهم الأوّل وهم «يجدّدون هذا الحبّ خاشعين أمام سرّ حضوره في سرّ القربان المقدّس، الذي يسجد أمامه المؤمنون والمؤمنات» طيلة ليلة خميس الأسرار، ملبّين دعوة يسوع لرسله: «اسهروا وصلّوا، لئلّا تدخلوا في تجربة. فالروح راغب ومستعدّ، ولكنّ الجسد ضعيف» (مرقس 14: 38).

وزاد الراعي أنّ الروح القدس أقام الكهنة «وسطاء حبّ بين الله والشّعب». وأردف أنّ: «هذه الوساطة هي مشاركة في وساطة المسيح الوحيدة والأساسية».

وفي القسم الأخير من رسالته، أكّد الراعي أنّ الكاهن «مدعوّ ليعكس وجه المسيح بأُبوّته وقربه من شعبه وبحنانه ومشاعره الإنسانيّة. هذه الأبوّة يطلبها منّا شعبنا. وينتظرها مجسّدةً في المسلك وطريقة التعاطي والممارسة والخدمة والكلام والعلاقات». وأوضح أنّ من واجب الكاهن التقدّس بأسرار الكنيسة الخلاصيّة.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته