العبسي في عيد البشارة: التجسّد ركيزة الإيمان المسيحيّ

بقلم: فريق عمل آسي مينا

دمشق, الاثنين 25 مارس، 2024

أعلن بطريرك كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي صباح اليوم أنّ سرّ التجسّد ركيزة الإيمان المسيحي وحقيقته الأساسيّة والجوهريّة. ورأى أنّ المسيحيّة من هذا المنظار هي ديانة التجسّد.

جاء كلام العبسي في قدّاس احتفالي بمناسبة عيد البشارة في كاتدرائية سيدة النياح، حارة الزيتون، بالعاصمة السوريّة دمشق.

فرح البشارة

دعا العبسي في العظة إلى الهتاف للعذراء مريم مع الملاك جبرائيل: «افرحي يا ممتلئة نعمة». ورأى أنّ سرّ الله يستحقّ أن تفرح به السيّدة العذراء ويفرح معها العالم بأسره. ففحوى عيد البشارة، بحسب البطريرك، تدعو إلى الفرح وإبعاد الحزن الذي تسبّبت فيه الخطيئة للإنسان.

وشرح العبسي أنّ التجسّد رأس خلاصنا وبدايته. واعتبر أنّ الله في حكمته وصلاحه دبّر أن يُدخِل الإنسان في عائلة الثالوث الأقدس. وأضاف أنّ محبّة الله أقوى من خطيئة الإنسان، ومع أنّ الخطيئة الأولى جرحت الإنسان لكنّها لم تجعله يفقد الدعوة الإلهيّة.

بدء الخلاص والشريعة الجديدة

فسّر العبسي أنّ البشارة بدء الخلاص وظهور السرّ الذي منذ الأزل. فالكلمة صار بشرًا وسكن بيننا. وأكّد البطريرك أنّ البشريّة، أي كلّ واحد منّا، اتّحدت بيسوع، لأنّ ابن الله أخذ جسدًا من البتول والمسيح هو إله وإنسان معًا. وأردف أنّ آدم اشتهى قديمًا أن يصير إلهًا ولم يصل، فصار الإله إنسانًا. 

وزاد أنّ جبرائيل بشّر مريم بالنعمة التي هي يسوع المسيح نفسه. وشرح العبسي أنّ يسوع المسيح هو الشريعة الجديدة التي ستحلّ محلّ الشريعة القديمة. فلم تعد الشريعة مكتوبة في الكتب، بل صارت بيسوع المسيح مكتوبة في قلب كلّ إنسان يلتزم تعاليمه ويعمل أعماله.

وختم العبسي عظته معيّدًا ومصلّيًا لكلّ من يحمل اسم بشارة وبشرى وبشّار ومنهم الرئيس السوري بشّار الأسد.

الناصرة تحتفل بعد أسبوعين

يُذكر أنّ الكنيسة المارونيّة قد نقلت عيد البشارة هذا العام إلى 3 أبريل/نيسان المقبل لوقوعه يوم الاثنين من الأسبوع العظيم. فـ«أسبوع الآلام، بصلواته ورتبه، يتقدّم على جميع الاحتفالات والأعياد والتذكارات ولأنّ الكنيسة تكون ساجدة متأمّلة بآلام فاديها»، بحسب بيان صادر عن البطريركية المارونية.

ويحتفل بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا أيضًا بقداس احتفالي لعيد البشارة في 7 أبريل/نيسان المقبل في بازيليك البشارة بمدينة الناصرة-الأراضي المقدسّة. كما يترأس الذبيحة الإلهية في 8 أبريل/نيسان في المكان عينه، وتليه صلاة التبشير الملائكي.