«القرصة الصفراء»… تراث الشعانين المعجون بفرحة الأطفال

معجّنات «القرصة الصفراء» معجّنات «القرصة الصفراء» | مصدر الصورة: دلال البرّاق

تتفنّن إلهام وديع في تشكيل عجينة «القرصة الصفراء»، لا سيّما كتابة أسماء أحفادها لتدخل البهجة إلى قلوبهم يوم الشعانين. فهذه المعجّنات الشهيرة بلونها الأصفر والمعروفة في الموصل العراقيّة بالـ«القوصة الصفغا» هي أقراص معجّنات صفراء اللون، دأبت السيدات المسيحيّات على إعدادها قبيل بدء الأسبوع المقدّس لتكون في أيدي الأولاد يوم الشعانين.

تتكون معجّنات «القرصة الصفراء» من الطحين والسمن. فهي عجينة الكليجة نفسها، كما أوضحت إلهام مستذكرةً طفولتها وهرجها مع إخوتها المتحلّقين حول والدتهم وهي تعجنها وتضيف «الكركم» لإضفاء اللون الأصفر عليها، ثمّ تشكّلها كجدائل ملفوفة.

تراث معجون بفرحة الأطفال. مصدر الصورة: دلال البرّاق
تراث معجون بفرحة الأطفال. مصدر الصورة: دلال البرّاق

وتابعت: «كانت فرحتنا الطفوليّة بالشعانين متجسّدة بإسراعنا إلى كنيستنا المعروفة بكنيسة القلعة، وهي كنيسة الطاهرة في "حوش البيعة" بالموصل، متزيّنين بالثياب الملوّنة، حمر وصفر وبيض، كما نُنشد في تراتيل الشعانين».

واسترسلت: «كنّا نحمل أغصان الزيتون في اليد اليمنى وكيسًا مفعمًا بالـ"القرصة الصفراء" في اليسرى، إذ لا تكاد أيدي الأطفال تخلو منها في خلال مشاركتهم في مسيرة الشعانين. وهكذا كنت أحرص على أن تكون جاهزة في الميعاد لـتأخذها بناتي معهنّ إلى الشعانين».

يُعدّ إعداد معجّنات الشعانين من أجمل التقاليد التي لا تزال حيّةً إلى اليوم. وقد دخلت عليها بعض التجديدات المتمثّلة في تشكيلها على أسماء الأولاد والأحفاد لإضفاء مزيد من البهجة. «أحفادي بعيدون في المهجر، ورغم أنّ أمّهم تواصل التقليد عينه وتعدّ لهم المعجّنات نفسها، أحرص على تشكيلها بحروف أسمائهم، وفرحتي لا توصف وأنا أشاهد، عبر الهاتف، الفرحة في عيونهم مبتهجين بأسمائهم».

معجّنات «القرصة الصفراء». مصدر الصورة: إلهام وديع
معجّنات «القرصة الصفراء». مصدر الصورة: إلهام وديع

الجدير بالذكر أنّ تفسيراتٍ جديدة دخلت أخيرًا مع استشراء مواقع التواصل الاجتماعيّ. إذ يشرح بعضهم أنّ هذه المعجّنات مرتبطة بمعجزة إحياء لعازر؛ فالسبت السابق لأحد الشعانين، والذي يشهد مسيرة التراتيل المحتفلة بدخول الربّ إلى أورشليم، هو طقسيًّا «سبت لعازر»؛ وهذه المعجّنات ترمز إلى لعازر، فهي صفراء كوجهه وهو ميت وملفوفة كما كان ملفوفًا بالكفن ويعلوها صليب لأنّ يسوع أقامه.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته