فنّانة عراقيّة تنقش زجاجيّات «درب الآلام» بألوان الأمل

الفنّانة رؤى فرج البنّاء الفنّانة رؤى فرج البنّاء | مصدر الصورة: رغيد ننوايا/آسي مينا

تفتخر الفنانة رؤى فرج البنّاء بمساهمتها في تطريز جدران كنيسة الطاهرة الكبرى التاريخيّة في بلدتها الأثيرة بغديدا-العراق بزجاجيّات رسمَتْها لتروي من خلالها مراحل درب الآلام المقدّس.

وفي حديث خاصّ إلى «آسي مينا»، شرحت رؤى ما واجهته من تحديات واكتسبته من خبرات في خلال إنجازها هذا العمل الإبداعيّ المتميِّز.

وأشارت إلى أنّ تثبيت موعد رحلة البابا فرنسيس التاريخيّة إلى العراق في الفترة الممتدّة بين 5 و8 مارس/آذار 2021، وتحديد كنيسة الطاهرة الكبرى محطة له في بغديدا، جعلاها تسابِق الزمن لإتمام العمل في فترة قصيرة جدًّا، لا تتجاوز الشهرين، قبل وصول البابا إلى البلدة.

كنيسة الطاهرة الكبرى في بلدة بغديدا العراقيّة. مصدر الصورة: رغيد ننوايا/آسي مينا
كنيسة الطاهرة الكبرى في بلدة بغديدا العراقيّة. مصدر الصورة: رغيد ننوايا/آسي مينا

أسلوب بسيط وألوان ساطعة 

قالت البنّاء: «شرعْت بتصميم اللوحات الزجاجيّة الــ14 لدرب الآلام وتنفيذها، بقياس مترين ونصف المتر في متر. وذلك بأسلوب تصوّريّ بسيط، قريب من الأيقونة بألوانها الساطعة. ويجسِّد فيها التضادّ اللونيّ حقيقة أنّ العالم ليس جميلًا دائمًا، وأنّ الألم جزء من الواقع».

وتابعت: «واصلت العمل بوتيرة عالية، بمعدّل يكاد يتجاوز الـ18 ساعة يوميًّا، ليكون بذلك مكتملًا قبل زيارة البابا. وأحمدُ الله على إكماله بشكلٍ يبعث فيَّ الرضى والفرح».

إحدى زجاجيّات درب الآلام في كنيسة الطاهرة الكبرى-بلدة بغديدا العراقيّة. مصدر الصورة: رغيد ننوايا/آسي مينا
إحدى زجاجيّات درب الآلام في كنيسة الطاهرة الكبرى-بلدة بغديدا العراقيّة. مصدر الصورة: رغيد ننوايا/آسي مينا

وجه يسوع المشعّ

استطردت البنّاء: «يطلّ علينا يسوع وهو الشخصيّة المركزيّة في جميع الأحداث، بوجهٍ واسعٍ ومُشِعٍّ، رغم الألم والحدّة في ملامحه». وعن رمزيّة الألوان بيّنت: «يظهر يسوع بلباسٍ أحمر وأزرق، في إشارةٍ إلى لاهوته وناسوته، ملوكيته وفقره».

ولا تُخفي رؤى سعادتها بتنفيذ هذه الأيقونات المقدّسة، لكنها لا تنسى أنّ العمل على إنجازها في كنيسة تاريخيّة لها مكانتها لدى أبناء البلدة وما جاورها، كان تحدّيًا كبيرًا، بخاصّة أنّ لرتبة درب الآلام مكانة روحيّة في قلوب المؤمنين.

الفنّانة رؤى فرج البنّاء. مصدر الصورة: رغيد ننوايا/آسي مينا
الفنّانة رؤى فرج البنّاء. مصدر الصورة: رغيد ننوايا/آسي مينا

وعلى خطى الآباء والأجداد الذين بنوا وخدموا بكلّ فرح ومجّانيّة، تهدي رؤى البنّاء «هذا العمل الجميل» إلى كنيستها وبلدتها الحبيبة. وتتمنّى أن يواصل الأبناء والأحفاد مسيرة الآباء والأجداد متجذّرين في أرضهم يعمّرونها بأملٍ يتحدّى الألم.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته