الراعي: يسوع قادر على شفائنا من العمى الروحيّ الأخلاقيّ

الراعي يترأّس الذبيحة الإلهيّة صباح اليوم في بكركي-لبنان الراعي يترأّس الذبيحة الإلهيّة صباح اليوم في بكركي-لبنان | مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة-بكركي

أكّد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أنّ «العمى الروحيّ الأخلاقيّ يظهر في الكبرياء والاستبداد والظلم والاستكبار. من هذا العمى تولد جميع الرذائل التي تخلّف النزاعات في العائلة والمجتمع، وبخاصّة في الدولة عندما يخلو المسؤولون السياسيّون من القيم الروحيّة والأخلاقيّة».

وقال الراعي في خلال ترؤسه قداس أحد شفاء الأعمى في بكركي-لبنان اليوم: «عندما شفى يسوع طيما الأعمى مانحًا عينيه المنطفئتين النظر، أراد أن يثبت لنا أنّه قادر على شفائنا من العمى الروحيّ الأخلاقي، وهو أدهى من عمى العيون. هذا العمى يُظلم العقل بالكذب والباطل، والإرادة بالشرّ، والقلب بالحقد والبغض، والضمير بخنق صوت الله في أعماق الإنسان، والحريّة بالاستعباد للأشياء والأشخاص والأهواء المنحرفة».

وتابع: «هنا مكمن الأزمة السياسيّة عندنا في لبنان، وهي تحديدًا مخالفة الدستور الذي يُعدّ في جميع دول العالم "مقدّسًا" بالمفهوم السياسيّ، بمعنى أنّه لا يُمسّ ويشكّل القاعدة والطريق الواجب سلوكها من المسؤولين السياسيّين في البلاد. كما يشكّل الضمانة للمواطنين في حقوقهم وواجباتهم الأساسيّة. الدستور هو فخر الأوطان، وملجأ المواطنين ومحطّ ثقتهم».

وتساءل الراعي: «كيف يمكن القبول بالمخالفة الكبرى للدستور بعدم انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سنة ونصف، على الرغم من وضوح موادّ الدستور ذات الصلة وضوح الشمس في الظهيرة؟ والتسبّب بنتائج هذا التعطيل بحيث يطال المجلس النيابيّ الذي يفقد صلاحيّة التشريع، ومجلس الوزراء بفقدان صلاحيّة التعيين وسواها من الصلاحيّات المختصّة برئيس الجمهوريّة دون سواه. بانتخابه تعود الثقة بالبلاد ومؤسّساتها من المواطنين أوّلًا ثمّ من الدول المتعاونة».

الراعي يترأّس الذبيحة الإلهيّة صباح اليوم في بكركي-لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة-بكركي
الراعي يترأّس الذبيحة الإلهيّة صباح اليوم في بكركي-لبنان. مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة-بكركي

وأردف: «أجل لقد فقدت الدول ثقتها بلبنان الرسمي لا بلبنان الشعبي. هل المعطّلون، وقد باتوا معروفين، لا يريدون انتخاب رئيس لأهداف خاصّة؟ أم يطيلون زمن الفراغ الرئاسيّ لغايات أخرى متروك التكهّن بشأنها؟ لا يوجد أيّ مبرر لعدم التئام مجلس النواب وانتخاب رئيس للبلاد».

وأكّد الراعي أنّ «حالة عدم الاستقرار التي نعيشها تدفع أبناءنا وبخاصة الشباب منهم إلى هجرة لبنان سعيًا وراء تحقيق ذواتهم وأحلامهم وتأمين مستقبلهم. ولطالما شجّعنا كثيرين منهم على الانخراط في مؤسسة الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى، التي تبقى الضمانة لإعادة الاستقرار المفقود. إنّنا، وبناءً على مراجعتنا المتكرّرة من قبل الذين تقدّموا وقُبلوا في دورة الدخول إلى المدرسة الحربيّة وعددهم 118 طالبًا، نناشد المعنيين إصدار المراسيم اللازمة، احترامًا لحقّ هؤلاء الشباب، وحمايةً لحماسهم للخدمة العسكريّة، وحفاظًا عليهم في أرض الوطن، ودفعًا لنشاطهم ومحبتّهم للبنان، وتأمينًا لتواصل الكوادر في المؤسّسة العسكريّة».

وختم: «نرفع آيات الشكر لله على نعمة إعلان خادم الله المكرّم البطريرك إسطفان الدويهي طوباويًّا. وسيكون الاحتفال بالتطويب هنا في بكركي في 2 أغسطس/آب المقبل، وفيه ذكرى مولده في 2 أغسطس/آب 1630، وذلك بقرار من قداسة البابا فرنسيس الخميس الماضي 14 مارس/آذار الجاري، وقد طلب من دائرة دعاوى القدّيسين إصدار مرسوم التطويب».

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته